ميساء راشد غدير
العيد الوطني لا يختصر في قصائد وأهازيج وأغان، بل هو مناسبة لتذكر تاريخ بكل ما فيه من أحداث وتفاصيل يحرص الجميع على أن تبقى، إنها الذاكرة.
العيد الوطني لدولة الإمارات يرمز إلى اتحاد دولة، ويؤرخ لمرحلة كانت هي البداية لانطلاقة الإمارات، حتى حققت ما نراه اليوم على أرض الواقع من إنجازات.
تجاوزت الإمارات محناً وأزمات بإرادة قيادة وشعب، واستطاعت بنهجها زراعة حبها في قلوب الجميع، مواطنين ومقيمين.اليوم ونحن نحتفل بالعيد الوطني 44 نشارك أسر الشهداء عيداً مختلفاً غابت فيه وجوه أرخصت الغالي من أجل الأغلى وهو الوطن، وأضافت لعيد اتحادنا بعدا استراتيجيا في الواجبات والمسؤولية، وعمقت أواصر العلاقة بين القيادة والشعب.
السؤال الذي لابد وأن نطرحه: كيف يمكننا آباء وأمهات تعزيز استيعاب أبنائنا للمفاهيم الوطنية ومقتضياتها، وإدراكهم لأبسط الحقوق والواجبات التي تندرج تحت الوطنية. لا نريد ان يختصر أبناؤنا العيد الوطني في الاحتفالات، بل نريدهم حافظين لتاريخ وطنهم، مستوعبين بطولات المؤسسين ومن جاء بعدهم، وقادرين على إدراك قضايا الدولة وهويتها الوطنية.
نتحمل جميعنا مسؤولية جيل فاته تاريخ، ولا نريد ان يتسبب هذا في فقدان أهم المفاهيم الوطنية التي تربى عليها من سبقوه.إن مسؤولية التعليم وبرامجه كبيرة، فما تقدمه المناهج ليس كافيا، وأصبح من الضروري إيجاد مشاريع تربوية تعمق هذه الوطنية في الابناء وتجعلهم على أهبة الاستعداد لحماية الوطن وحفظه، والذود عن حياضه، وليس من سبيل لذلك الا من خلال العشر نقاط التي اعلن عنها صاحب السمو رئيس الدولة في العيد الرابع والأربعين، والتي لابد من تضافر جهود الأسرة والتعليم فيها كي تتحقق أهدافها.