ميساء راشد غدير
بالأمس كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أربعة وأربعين شخصية إماراتية كانت لها إسهاماتها الأولى في مجالها، من الرجال والنساء، للعام الثاني على التوالي.
لاحظنا في حفل التكريم، ومن خلال قراءة الأسماء التي تم تكريمها، وجود مكرمين من أجيال مختلفة، أجيال عاصرت نشأة الاتحاد وكانت لها إسهاماتها الأعظم في بناء الدولة، وبناء القطاعات فيها بدخولها مجالات والتفوق فيها، حتى تكونت قاعدة راسخة لمن بعدهم. ولاحظنا تنوعاً ملحوظاً في الاختصاصات، بين العلمية والإعلامية والتعليمية والرياضية وغيرها من المجالات..
ولاحظنا تعريفاً بشخصيات أنجزت وابتكرت وتميزت في مجالها إلا أنها لم تأخذ حقها مسبقاً في التعريف بها وبإنجازاتها، إما بسبب غفلة الإعلام، أو بسبب طبيعة تخصصها الذي قد لا يجذب اهتماما لدى الأغلبية.
الوقوف على المنصة لاستحقاق التكريم كونك الأول في هذا المجال، وكونك أول من أخذ زمام المبادرة فيه، تكريم أتى من محق لمستحق. فأصعب الإنجازات هي التي تكون في بداياتها، وبالتأسيس لها وبخوض غمارها. إذ ليس من السهل مثلاً أن يحرز مدرب إماراتي للخيول لقب أفضل مدرب عالمي بين عشرات المدربين الذين عرفت دولهم ومناطقهم باهتمامها بهذه الرياضة، ونافس الجميع للحصول على هذا اللقب.
وعندما تكرم أول مخرجة إماراتية فذلك يعني أنها احتملت مشقة العمل الإعلامي وسط ضغوطات المجتمع آنذاك، التي لم تكن تتقبل فكرة عمل المرأة في هذه المجالات، لكنها أصرت واستمرت حتى وجدنا اليوم عشرات المخرجات المواطنات اللواتي يعملن في المؤسسات الإعلامية، وهو ما ينطبق على تكريم أول صحفية إماراتية.
وعندما يكرم رجل فاضل لأنه كان أول من أسس مركزاً لترميم المخطوطات في الدولة، فذلك لأنه ابتكر الفكرة وتكبد مشقة إنشاء المركز والإنفاق عليه شخصياً، خدمة للعلم والثقافة.
نبارك لمن تم تكريمهم ونقول هنيئاً للإمارات بكم، فقد تعلق كل منكم بهدفه، وأخذ زمام المبادرة وواجه التحديات، وصمد حتى النهاية وصولاً إلى التكريم والتسجيل في تاريخ دولة الإمارات. والعقبى لغيركم ليبدعوا في مجالاتهم فيكون لهم نصيب مما كان لغيرهم من التكريم الذي تضعه الإمارات في أعينها، ذلك أن أي إنجاز لإماراتي هو إنجاز لدولة بأكملها لا تقبل أن تكون إلا في المركز الأول.