ميساء راشد غدير
تابعنا منذ أيام ما كتبته بعض الصحف المحلية من شكوى سكان إمارة الفجيرة حول وجود بعض المقاهي في الأحياء السكنية، لا سيما مقاهي الشيشة التي يتوافد إليها الشباب، وتسبب ازدحاما في المنطقة حتى أوقات متأخرة، إضافة الى بعض المظاهر التي لا يمكن لسكان الأحياء احتمالها أو القبول بها. وهذا مطلب مشروع وله أهميته، وينطبق على سكان أحياء أخرى في عدد من الإمارات التي أصبحت المقاهي والمطاعم تزحف إليها لتزاحم سكان الأحياء وتقلق راحتهم، خاصة في إجازة آخر الأسبوع.
لسنا ضد إيجاد مراكز ترفيهية كالحدائق العامة والملاعب الخاصة بالأطفال وسط الأحياء السكنية، ولكن تلك المرافق العامة لها طبيعتها التي لا يمكن ان تمس طبيعة الاحياء السكنية التي تقطنها العائلات، ولها أوقات محدودة لزيارتها على خلاف المقاهي والمطاعم التي أصبحت تعمل في الاحياء السكنية حتى ساعات متأخرة، وتسبب ازدحاما مروريا وإزعاجا للسكان بتصرفات بعض مرتاديها، خاصة إن كنا نتحدث عن شباب طائشين لا يحترمون المكان الذي تقع فيه تلك المقاهي.
صاحب المقهى أو المطعم ربما لا يلام بالدرجة الأولي، باعتبار انه مستثمر ويريد تحقيق الأرباح التي رسم لها من مشروع افتتحه في هذه المنطقة، ولكن اللوم يقع على البلديات التي ترخص للمطاعم والمقاهي في الأحياء السكنية دون ان تفكر في العواقب السلبية لذلك، ودون ان تفكر في سلبيات تحويل مناطق سكنية الى مناطق تجارية بحتة، فالمسألة تتعدى إقلاق راحة السكان في منازلهم، إلى التأثير على خروجهم من منازلهم ونومهم وانتظامهم في عملهم، بسبب الإزعاج الذي تتسبب فيه تلك المقاهي والمطاعم مساء.
تخطيط المدن من أهم المسؤوليات التي تضطلع بها البلديات وهيئات الطرق والمواصلات، والترخيص للمنشآت مسؤولية مشتركة فيما بينها بالتعاون مع الدوائر الاقتصادية في كل إمارة، الأمر الذي يحتم على هذه الجهات الحكومية جميعها، عدم السماح بوجود مقاه ومطاعم وسط الأحياء السكنية، خاصة ذلك النوع الذي يقدم شيشة، ونقل الموجود منها إلى مناطق تصلح لها بدل التضييق على سكان من حقهم أن يحظوا بخدمات أفضل ترفه عنهم، دون أن تتسبب في ازعاج يقلقهم في مناطقهم لدرجة تجعل مرتادي تلك المقاهي والمناطق يتخذون المناطق الموجودة أمام أبواب منازلهم أحياناً مواقف لسياراتهم!