ميساء راشد غدير
على هامش تفجيرات فرنسا الإرهابية، التي أقلقت مضاجع أوروبا كلها، تطوع البعض دون دعوة مسبقة لتوجيه الانتقادات والاتهامات للمسلمين، والمطالبة بالحد من تواجدهم في أوروبا، ذلك أن داعش، ومن على شاكلتها تخفوا تحت الإسلام، وادعوا أنهم حماة هذا الدين، معلنين حرباً للإرهاب في مختلف المواقع.
لن ندافع عن المسلمين والإسلام، فالإسلام وأهله ليسوا في موضع اتهام، ليستحقوا الدفاع عنهم، فالإرهاب لا دين له، ولكن له خططه واستراتيجيته وله ممولوه، كأي جماعات إرهابية أخرى من ديانات أخرى مثل الهندوس والبوذيين والمسيحيين وغيرهم.
دولة الإمارات لها مواقف ثابتة تجاه الإرهاب، وقد برهنت على تلك المواقف بإجراءات رسمية كان أهمها اعتماد مجلس الوزراء قائمة التنظيمات الإرهابية، الذي أوجب نشر تلك القوائم في وسائل الإعلام المختلفة، من أجل الشفافية وتوعية كل أفراد المجتمع بتلك التنظيمات. وتندد الإمارات دائماً بأي عمل إرهابي، وتتخذ من الإجراءات الأمنية ما تتخذه لمنع وقوع أي عمل إرهابي على أراضيها، وهو الأمر المتوقع من جميع الدول التي تؤكد تلقيها تهديدات سابقة قبل وقوع العمل الإرهابي إلا أن الإجراءات التي تتخذها ربما ليست بالشكل الكافي والرادع لمنع وقوع ما نسمع عنه ونشاهده.
الإرهاب لم يعد يعمل بشكل عشوائي متخبط، فالواضح أنه منظم بشكل يفوق قوة التنظيمات وبالشكل الذي أتاح له إعلان دولة له، وصك عملات، والتوغل في المجتمعات، بعد تهديدها، وهو ما يستوجب في المقابل تنظيماً دولياً لمواجهته، ويتفوق عليه وفق قدراته بالتخطيط وبرفع درجة الأمان والتأهب لمواجهة أي اعتداءات غاشمة، وهذا التنظيم لن تقوم به دولة أو دولتان، ولا مجموعة دول، بل بتنسيق وتعاون دولي للحد منه، والمشاركة فيه، ولدرء مخاطره، ووضع حد لاعتداءاته، وهو المطلوب والمتوقع من دول تدرك الخطر المحيط بالجميع، فتتحرك لبذل جهود أكبر على جميع المستويات حتى لا نخسر المزيد، ونستأصل آفة الإرهاب.