ميساء راشد غدير
تابعنا بدقة مبادرات الابتكار في التعليم التي أعلن عنها سمو الشيخ منصور بن زايد في القمة الحكومية الثالثة، والتي تهدف جميعها إلى تعزيز روح الابتكار لدى الطلبة في مراحل مبكرة، وإعداد أجيال مؤهلة لتتحمل مسيرة التنمية والتقدم في دولة الإمارات بشكل مبتكر.
المبادرات تركز على مواد دراسية دون غيرها، وعلى مناهج تنمي قدرات الطلاب في التحليل وحل المشكلات، إضافة إلى برامج تكتشف المواهب مبكراً، وتصمم برامج أخرى للاهتمام بهم ورعاية قدراتهم، حتى يصلوا للمرحلة التي تعدهم الدولة لها فيكونوا قادرين على خدمتها بعقول مبدعة ومبتكرة.
ومع أهمية هذه البرامج التي تشجع على الابتكار والإبداع لدى الطلبة، إلا أن ذلك يحمّل المؤسسات الأخرى في المجتمع، وقبلها الأسرة، مسؤوليات أكبر في إعداد وتهيئة وصقل شخصية الطالب منذ نعومة أظفاره ليستوعب المطلوب منه ليكون مبتكراً ومبدعاً، ويتحمل مسؤولية أكبر في بناء وتنمية مجتمعه..
فالطالب الإماراتي اليوم ذكي، قادر على استخدام التكنولوجيا بكل وسائلها، متواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وسابق لزمانه، إن صح التعبير، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف استطاعت هذه التكنولوجيا الذكية التأثير الإيجابي فيه، وكيف صقلت شخصيته، وكيف عززت الهوية الوطنية فيه؟
إن إعداد الطالب ليكون مبتكراً ومبدعاً ليس مسؤولية مناهج أو مدارس فحسب، أو وزارة تربية وتعليم ومجالس تعليم محلية مجتمعة، بل مسؤولية أولياء أمور، ومجتمع، لابد أن يتحملوا جميعاً مسؤوليتهم في توجيه الطالب ومراقبة بناء الشخصية والمعرفة لديه، وتقويم السلوك أيضاً ليكون فرداً صالحاً قبل أن يكون مبتكراً ومبدعاً.
متى كان الأساس صحيحاً وقويماً كان البناء أقوم وأشد، وهو ما نتمنى الانتباه إليه وسط التحديات التي تواجهها الأسرة تحديداً في تربية الأبناء، إذ لم تعد تربي وحدها، فالإعلام يربي، والشارع يربي، وشبكات التواصل الاجتماعي وحدها تربي وتوجه الفكر إلى حيث ترتضي!.
الابتكار كمفهوم لابد أن يصل أيضاً إلى التربية وأساليبها لدى الآباء والأمهات ليستطيعوا بالأساليب المبتكرة في التربية إيجاد جيل مسلح بهويته، ومرتكزات مجتمعه، ومعرفة مواكبة وأسس تعينه على أن يكون مبدعاً ومبتكراً وبانياً على أصول متينة.