ميساء راشد غدير
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعد مشاركته بالقمة الرابعة لقادة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية بالرياض، إن هناك فرصاً حقيقية للتعاون بين المنطقتين.
الفرص التي تحدث عنها سموه أمر مؤكد ومحسوم، وإلا لما كانت الدعوة في الأساس لانعقاد هذه القمة والاجتماع بين الدول المعنية. فالجميع اليوم في العالم يبحث عن حلفاء جدد، وفرص اقتصادية جديدة، وعن مصادر دخل متجددة غير تلك التي أصبحت مستهلكة ومستنزفة لغالبية الدول والثروات في العالم.
أهمية انعقاد القمة لا تكمن في أهمية التعاون بين المنطقة العربية وأميركا الجنوبية فحسب، بل في توطيد علاقات أخرى على هامش هذا النوع من القمم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أكد رؤية ثاقبة يتصف بها الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وهو أمر غير خفي؛ فهذه الرؤية مكنت الملك سلمان من التعاطي مع شؤون سياسية واقتصادية تعد الأشد والأخطر على المنطقة، لاسيما وقد تولى زمام الحكم في فترة هي الأصعب إذا ما أخذ بالاعتبار الثورات السياسية وتبعاتها، والأوضاع الاقتصادية التي لعبت أسعار النفط دوراً رئيساً في تغيير خارطتها، والأهم من ذلك كله حرب اليمن في الجنوب، التي تعد جبهاتها مفتوحة من جميع الجهات على المملكة وشقيقاتها.
لا غرو أن امتدح صاحب السمو الشيخ محمد رؤية الملك سلمان التي تجني الدول العربية ثمارها، ولا عجب أن لفت الأنظار إلى تواضعه الذي يتجلى في أفعاله ومواقفه الدبلوماسية وفي حواراته مع القادة بعيداً عن التشنجات والاستفراد بالرأي بعيداً عن المشورة، وهو خلاف ما يذهب إليه البعض وما يحاولون الترويج له من خلال حملات مغرضة ضده وضد المملكة العربية السعودية، لاسيما عند الحديث عن حرب اليمن.
الحكمة والرؤية الثاقبة وتواضع قادة الخليج هي التي قادتهم لتحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة، وهو ما جعلهم محط أطماع الكثيرين، ما يستوجب الكثير من الحذر منا كشعوب، مرددين ما قاله الملك سلمان في حديثه مع الإعلاميين السعوديين بعد الحملات الأجنبية على السعودية «دعنا نفعل ودعهم يقولون».
حفظ الله دول الخليج وحكامها وأدام علينا الأمن والاستقرار.