ميساء راشد غدير
لا أحد منا ينكر أهمية شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في الأفراد والمجتمعات، بغض النظر عن نوع هذا التأثير إيجابياً كان أو سلبياً، فالتأثير موجود، وأعداد المستخدمين تتزايد يوماً بعد يوم، لا سيما أن الشبكات تخرج كل فترة بوسيلة جديدة للتواصل.
هذه الأهمية لشبكات التواصل وتأثيرها في المجتمعات، دعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للتوجيه بتنظيم «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب» في مارس المقبل بدبي، للتباحث والاطلاع على أحدث التوجهات في هذا المجال.
اليوم في العالم العربي تحديداً، لدينا نشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي، وعندما نرغب في تصنيفهم من حيث التأثير الإيجابي أو السلبي، نجد صعوبة، لا سيما وقد أصبح البعض يصنف رواد التواصل الاجتماعي بأعداد متابعيهم الذين قد يتفوقون بهم على البعض عدداً، ولكن ليس بالضرورة أنهم متفوقين بالتأثير الإيجابي الذي يحدثونه في متابعيهم.
والدليل على ما نقوله، أن هناك مشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي لديهم متابعون يتجاوزون مئات الألوف، ولكن عند أخذ جولة في صفحاتهم وتحليل محتواها، لا يمكنك أن تفسر هذه الريادة التي احتلوها منطقياً، ولا يمكن فهم أسباب شغف المتابعين بالوجود في صفحاتهم.
في حين أنك تجد في المقابل أشخاصاً آخرين بمتابعين أقل، لكنهم ذوو تأثير إيجابي وكبير على أفراد كثر، ومؤسسات استطاعت الاستفادة من صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي إيجابياً بسلوكيات أفرادها وما ينشرونه من أفكار، وما يروجون له من مشاريع بناءة.
قمة رواد التواصل الاجتماعي ستحتفي بصناع التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وستتواصل مع المؤثرين في هذه القنوات من المبدعين والمبتكرين، لإبراز وسائلهم في التأثير، وهذه مسألة مهمة للغاية.
نحن بحاجة من خلال هذه القمة لتسليط الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال، وتمكين الاستفادة منها، وبحاجة أيضاً لتسليط الضوء على المسائل التي يمكن أن تخرج بالناشط على شبكات التواصل الاجتماعي من دائرة الاهتمام والقبول بما يقوم به من ممارسات وما يروج له.
فالعبرة في الوجود في هذه الشبكات، ليس بعدد المتابعين، ولا من نتابعهم، ولكن بالفائدة المرجوة من وجودنا في هذه الشبكات التي تعود علينا وعلى مجتمعاتنا. هو ما نتمنى أن يحرص رواد شبكات التواصل الاجتماعي على الاستفادة منه، لكيلا يعتبروا أنفسهم نجوماً في هذا العالم، في حين أنهم على خلاف ذلك، لا يلبثون إلا وينحدرون إلى القاع.