ميساء راشد غدير
ابتسمت الشارقة كلها أمس الأول بإعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن مبادرات تهم المواطنين ..
وتكون سبباً في رغد عيشهم وتوفير الحياة الكريمة لهم. المبادرة الأبرز في مداخلة سموه لإذاعة الشارقة، تمثلت في رفع الحد الأدنى للرواتب ليصل إلى أحد عشر ألف درهم لجميع موظفي الشارقة، بغض النظر عن الشهادة الجامعية التي يحملونها، فهذا المبلغ برأي سموه وبعد الدراسات التي أجراها موظفون في دائرة الموارد البشرية، هو أقل ما يكفي المواطن ليعيش ويسد التزاماته الأساسية دون ادخار.
المبادرات جاءت بعد شكوى أحد أهالي الحمرية في إمارة الشارقة في مجلس صاحب السمو حاكم الشارقة، بأنه متعب من شهر بسبب الراتب الذي لا يكفيه، وهو ما لفت نظر الحاكم وأثر فيه وجعله يقسم قائلا: "والله ما تنام في بيتك وانت تعبان". ولم يكتف سموه بذلك، بل طلب كشوفات مقارنة للرواتب، وطلب من المعنيين تحديد الحد الأدنى الذي يستطيع المواطن ان يعيش به حتى وصلوا الى المبلغ المذكور.
مبادرة رفع الحد الأدنى للراتب في إمارة الشارقة أسعدت الموظفين ومن يعيلونهم، وأسعدت الباحثين عن عمل الذين رغم حاجة العديد منهم له إلا إن الرواتب لم تكن مغرية، فتركوا الالتحاق به لأنه لن يكفي حوائجهم مقابل ما سيبذلونه من جهد، بغض النظر عن الشهادات التي يحملونها، فهذه الشهادات لم يضع لها سموه اعتبارا عند تحديد الحد الأدنى للراتب لأنه أراد تأمين لقمة العيش للمواطنين، وهو الأصل في الكسب والعمل.
رفع الحد الأدنى للرواتب في إمارة الشارقة تم بعد دراسات ومراجعات، وهو المفترض أن يتم بشكل دوري في جميع الإمارات لقياس مدى قدرة الرواتب والحد الأدنى فيها على تغطية تكاليف المعيشة التي لا تبقى على حال واحدة وتخضع لمتغيرات لا ينبغي تجاهلها لاسيما إن عجز الراتب عن التكفل بها، ولم يكن بإمكان الجميع إيجاد مصادر دخل أخرى لهم تكون معينة ومساعدة.
نتمنى أن تعم مبادرة الشارقة جميع الإمارات لتحقيق فرص أكثر لرغد المواطنين، ولتشجيع الباحثين عن عمل على الالتحاق بمؤسسات يضمنون أن العمل فيها سيكفيهم حاجتهم.