ميساء راشد غدير
احتفل العالم بيوم المعلم الذي يوافق سنوياً 5 أكتوبر، وقد كانت الإمارات من بين 100 دولة التفتت إلى المعلم معترفة بدوره، ممتنة لجهوده، محملة إياه مسؤولية تحصين الفكر وتعزيز الولاء والانتماء للوطن.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خاطب المعلمين في يوم المعلم قائلاً: »أنتم من نأتمنكم على أبنائنا وأنتم من تلهمون خيالهم وأنتم من تحصنون فكرهم وتعززون انتماءهم«.
التدريس أمانة، وإذا كنا نحمل التقدير للمعلم مُنذ سنين، فإن تقديراً معنوياً ومادياً أكبر لابد أن يوجه لهم لضمان صونهم الأمانة وقيامهم بمسؤولياتهم، فنحن نترك فلذات أكبادنا بين أعينهم في فترات زمنية تتجاوز الوقت الذي نقضيه معهم، وهم بذلك مطلعون أكثر منا على علاقاتهم وسلوكياتهم، وهم من يتاح لهم أكثر من غيرهم التأثير في الجيل سلباً وإيجاباً، وهنا تكمن الخطورة.
تقدير المعلم يعني توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين، لنضمن أننا نوفر تعليماً جيداً، فليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد من دون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين وموجودين في بيئة قادرة على منحهم ما هم بحاجة إليه ليقدموا أفضل ما لديهم.
الإمارات اهتمت بالمعلم وقدمت له الكثير، ولكن لانزال بحاجة إلى تحسين بيئة التعليم وتطوير المعلم: هل يملك الأدوات اللازمة لتحويل مجتمعاتنا من مجتمعات مستهلكة للمعرفة إلى مجتمعات منتجة، هل وفرنا له الوضع المادي والاجتماعي والصحي ليقوم بدوره؟
لابد من اتخاذ يوم المعلم العالمي فرصة للوقوف على التحديات التي تواجه المعلم في دولة الإمارات، وتجاوزها بخطط واعية لا تقتصر على المعلم في القطاع الحكومي بل تتجاوز ذلك إلى المعلم في القطاع الخاص الذي يشارك في إعداد الجيل، فالقطاع التعليمي الخاص له إسهاماته الإيجابية والسلبية أيضاً، فبهذا النوع من المواجهة نضمن إسهام التعليم في صناعة المستقبل الأفضل في الدولة.
المعلم حجر أساس في العملية التعليمية، ووجوده في الميدان وهو مؤهل نفسياً وفكرياً وعلمياً، صمام الأمان للتعليم وللدولة.