ميساء راشد غدير
تتقدم السنون، وتترك أحداثاً في حياة كل منا، بعضها يظل عالقا في الذاكرة والبعض الآخر لا تتسع له برغبة منا لاسيما إن كانت في عداد ما آلمنا. في بداية كل عام هجري أو ميلادي نطرح على أنفسنا تساؤلات في غاية الأهمية، أين وصلنا؟ وماذا حققنا؟ وما الذي ننتظر تحقيقه في سنوات مقبلة إن كتبت لنا فيها الحياة؟
عام هجري جديد نستقبله اليوم بعد أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تبعد بتأثيرها عنا، ولكنه يترك لنا مساحة من الأمل بأن نستقبل فيه الفرح والمزيد من العطاء والإيجابية التي تزين واقعنا، وكثير من الحب لهذا الوطن وأناس على ارضه وآخرين خارج حدوده.
لعل اكثر ما يميز عامنا هذا تلاحمنا وإصرارنا في الإمارات على الوحدة أكثر من أي وقت مضى، فقد كان بيننا أبناء وأخوة قدموا سنين عمرهم امتثالاً وطوعا لنداء الوطن، شباب رحلوا ونحسب أنهم بإذن الله من الشهداء، تاركين خلفهم أمهات وزوجات وأبناء نثق بأنهم سيتركون بصماتهم في أعوام مقبلة، فمن تربى على حب الوطن والإيثار، ومن تأصلت فيه مبادئ النصرة للجار لم يكونوا نتاج سنوات عادية من التربية والتوجيه، بل نتاج تربية في زمن أصبح الغالبية فيه منشغلين عن تربية أبناء وتوجيه غيرهم إلا أنهم نجحوا في مهمتهم فأوجدوا خير رجال لخير وطن.
عام الشهيد، انه الحدث الأبرز في عامنا المنصرم هذا، فقد تركنا الشهداء أمام مسؤوليات أكبر في العمل والعطاء والتضحية، فما قدموه من صور للبذل والعطاء ليس إلا نتاج سنوات من التربية وتشرب المبادئ وصولاً إلى أروع صور البذل والتضحية.
أمنياتي بأن يستقبل أبناء الإمارات والأمتين العربية والإسلامية هذا العام الهجري بفرح أكبر، وإنجازات أعظم تليق بما تحقق في سنين مضت، وتكون بقدر همم وإن رحلت إلا أنها حاضرة فينا بما تركته من دروس ومواعظ.
العام الذي لا تقدم فيه الكثير لدينك، لوطنك، لأمتك، ولأهلك لا يستحق أن يكون في عداد سنين عمرك.. فلتكن الهمم عالية والنفوس شامخة فأمامنا الكثير لإنجازه، فما السنون إلا بما ننجزه وما نحدثه فيها.
وكل عام وأنتم بخير..