ميساء راشد غدير
بدأ الفصل الدراسي الثاني في المدارس وللاسف لاحظنا تكرار غياب الطلبة في المدارس بنسبة كبيرة دون مبررات رغم ان الاجازة كانت طويلة، الأمر الذي اضطر بعض إدارات المدارس لإعادة الطلبة إلى منازلهم او تأجيل الدروس الجديدة للحاضرين من الطلبة.
مسألة الغياب ليست بالأمر الجديد على الطلاب، خاصة إذا كانت أيام الدوام تتلو مباشرة إجازة رسمية، لكن الملفت في هذا الغياب هو تكراره رغم تحذير الجهات الرسمية ورغم وجود نظام عقاب يتمثل في علامات تحسم من الطلبة الغائبين وتؤثر على المجموع العام. الطالب لا يمكنه ان يتغيب دون مباركة ولي الامر وهنا المصيبة الاكبر، فاولياء الامور هم من يجب عليهم ان يكونوا اشد حرصا من الطلاب على الحضور والانتظام في الدراسة.
غياب الطلبة في بداية كل فصل دراسي ليست له مبررات وسط الاجازات التي ينعم بها الطلاب بدرجة كافية للعودة بنشاط منقطع النظير إلى الدراسة، فلماذا تفرط الأسر دائما بيوم او بيومين دراسيين للغياب لأسباب ليست مقنعة؟ ولماذا يبدأ الفصل الدراسي بسيناريو غير موفق يربي الأبناء ويعودهم على الاستهتار وعدم احترام الأنظمة في الوقت الذي يفترض أنهم قادرون وملزمون بالقيام بذلك؟
على الرغم من توجيهات وزارة التربية والتعليم المسؤولين في الوزارة ومديري إدارات المناطق التعليمية إلى التواصل مع الميدان التربوي، وتكثيف الزيارات الميدانية للوقوف على أوضاع المدارس والتأكد من سير العملية التعليمية بصورة طبيعية.
وعلى الرغم من الآمال المعقودة على طلاب المدارس في تنمية الدولة وتطويرها إلا أن المؤسف هو وجود أهالي وأولياء أمور أصبح التعليم للأسف خارج دائرة اهتمامهم، متراجعين بالوقت نفسه باهتمام الطلبة بالتعليم وعدم اكتراثهم على الانتظام فيه.
هذا الأمر لا يبشر بخير لأنه يبدأ من الأسرة التي تتحمل مسؤوليتها الأكبر في إعداد جيل المستقبل، ولا نبالغ فيما نقول أو ندعيه لكن النار كما يقال تبدأ من مستصغر الشرر، والنار التي قد تقضي على التعليم سيكون شررها تشجيع الطلبة على الإحجام والتغيب دون أسباب، فهل يستمر الطلبة وأولياء أمورهم في ذلك؟!