ميساء راشد غدير
غياب الطلبة في المدارس الحكومية قبل وبعد الإجازات الرسمية أصبح عادة مقيتة، يعاني منها الميدان التربوي في الإمارات، وتشكو منها بعض الأسر الملتزمة بحضور أبنائها في الأيام المذكورة، ذلك أن أبناءهم الملتزمين بالحضور تتم إعادتهم إلى المنزل في أغلب الأحيان.
كنا ممن يطالبون دائماً بالاستفادة من النظام التعليمي في بعض المدارس الخاصة، التي تضع للسلوك درجة تحسب وتؤثر في المعدل العام للطلبة. وبسبب احتساب الغياب ضمن درجة السلوك، فإننا نرى التزاماً وانتظاماً أكثر بين صفوف الطلبة في المدارس الخاصة التي تعد صارمة في هذه المسألة.
من يومين، أعلن وزير التربية إدراج بند السلوك في نتيجة الطالب السنوية، ما يعني أن درجة الطالب ستتأثر بغيابه وسلوكه، وأن هذه الفئة من الطلبة سيخضعون لمخيمات لمدة شهر لتعديل سلوكهم، فيما توقعت إدارات مدرسية أن تختفي تدريجياً ظاهرة التغيب عن الدوام قبيل وبعد الإجازات الرسمية وقرب الامتحانات.
القرار له أهميته، وإن جاء متأخراً بعض الشيء، ولكن أن يأتي أفضل من ألا يأتي. فقد لاحظ الأهالي ارتفاع نسبة غياب الطلبة قبل إجازة عيد الأضحى الأسبوع الماضي وفي غيرها من الإجازات، ما تسبب في قلقهم من الفراغ الذي وجدوا أبناءهم فيه، وبسبب مخاوفهم من تراكم المنهج، إذ سيضطر المعلمون لتغطيته في فترة زمنية أقصر، وهو الأمر الذي دعا وزير التربية إلى إدراج نظام السلوك في نتيجة الطالب السنوية.
اليوم، وبعد إعلان درجة السلوك واحتساب درجات الحضور والغياب، فإن ما نأمله التزام جميع الإدارات في المدارس الحكومية بتطبيق النظام وعدم التخاذل فيه، وإخضاع الطلبة المنخفضة درجاتهم السلوكية لحضور المخيمات، لأهمية تعويد الطلبة والأهالي على الالتزام والانضباط، خاصة في التعليم الذي يعد أساساً لكل المراحل التي تأتي بعده، والتي يسهم فيها الطلاب بعد تخرجهم في تنمية وبناء مستقبل الدولة.