بقلم : ناصر الظاهري
لأننا في مئوية الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وأَسْبَغ عليه رحمته، وجعل مثواه جنانه، وجزاه على أعماله خير الجزاء، وعلى إحسانه أفضل الحسنات، وفضل الدعاء، ولأننا نحتفي في عام 2018 بعام زايد، للذكرى وليس للتذكير، فأمثاله لا يغيبون عن الذكر والذاكرة ما بقي الخير في الناس، وبقي الشرف والنبل وقيم الحق والجمال، ولأن أفضال ومكرمات الرجل علينا كثيرة، ونخجل من كثرها، ولا نعرف كيف نرد أقلها، ولأنه رجل تاريخي لا يتكرر، نفخر به، مثلما تفخر به وبمنجزاته دول غيرنا، تحترم التاريخ، وتعرف الرجال، ولأنه صنع لنا وطناً هو اليوم، وفي وقت استثنائي، في مصاف دول ناهضة في المجالات كافة، وسبّاقة للإبداع والابتكار، والمنافسة على الريادة من أجل التقدم والرقي وإسعاد الناس، ولأننا نحب الرجل، ولا يبارحنا كظلنا، ويتراءى لنا في كل مكان شهد خطواته، ومرت من هناك أحلامه، وجعل من الرمال نخيلاً وأشجاراً وجنات للطير والأنعام والإنسان، وترك لنا في كل مكان مشفى ومدرسة وبيوتاً تليق بمن كان يسميهم «أولادي»، من أجل كل ذلك، ومن أجل كل شيء جميل في الحياة، ومن أجل أن تتم تلك الفرحة دائمة في الصدور، ومن أجل ذاكرة أجيال مقبلة وقادمة، وربما كانت طرية، أرى أن يطلق اسم الشيخ زايد على مطار أبوظبي الدولي، تلك المدينة التي شهدت ولادته، وشهدت رائع حياتها، وجمال تخطيطها وعمرانها ونهضتها على يده، ويكون اسماً مقترناً مثل «مطار الشيخ زايد - أبوظبي» أو «مطار أبوظبي - الشيخ زايد»، لا تهم التسمية بقدر ما تهم الفكرة النبيلة.
هكذا فعلت كثير من الدول، وعديد من المدن الكبرى في العالم، فهناك مطار باريس وفرنسا الدولي «شارلز دو غول»، على قائدها التاريخي الاستثنائي، وهناك مطار نيويورك «جون. أف. كنيدي»، على واحد من أبرز رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، وهناك مطار إسطنبول الدولي «إسطنبول - أتاتورك»، على مؤسس تركيا الحديثة «كمال أتاتورك»، وكذلك مطار دلهي في الهند «انديرا غاندي»، على أعظم زعيمة سياسية مرت على الهند، ومطار إندونيسيا «سوكارنو هاتا» على زعيمها التاريخي «سوكارنو»، ومطار مانيلا الدولي يحمل اسم السياسي وعضو مجلس الشيوخ في الفلبين، وزوج رئيسة الفلبين السابقة «كورازون» الذي أسقط ماركوس، واغتيل أثناء عودته من الولايات المتحدة في مطار مانيلا الذي سمي باسمه «نينوي أكوينو»، ومطار هيوستن تكساس يحمل اسم الرئيس الأميركي «جورج بوش»، ومطار روما الدولي يتشرف بحمل اسم عبقريها وفنانها العظيم «ليوناردو دافنشي»!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الاتحاد