علي العمودي
.. نواصل الإبحار في قمة القمم، والانشغال بالمستقبل التي تختتم دورتها الثالثة اليوم في» دانة الدنيا» دبي، ونتوقف مع كلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس الأول، أمام القمة الحكومية الثالثة بعنوان” المواطنة الإيجابية” وخلص فيها لثلاثية ”الأمن وجودة الخدمات والاستقرار”.
الكلمة رحلة إبحار متسارعة، وقراءة في ماض ثر وحاضر مزدهر ومستقبل أكثر إشراقاً، وسحر مفعول الإيجابية في حياة الإنسان، وقدرته على مواجهة تحديات مسيرة بناء الفرد والأمم والدول. وباعتبارها ركيزة كبرى في” نجاح حكومات الشعوب وتعزيز لحمة الشعوب ونمائها”. وبالمقابل ما تقود إليه السلبية من إحباط وجمود.
في كلمته تلخيص لاستراتيجية وزارة الداخلية بحسب مفهوم تميزت به انطلاقا من رؤيته للأمن الشامل، بإشراك كل مكونات المجتمع في تحقيقه- من دون أن يشير مباشرة لتلك الاستراتيجية- عندما أكد بأن محاربة الإرهاب الذي يمثل اليوم أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، أنما هو “مسؤولية جماعية ومشتركة، تبدأ من الأسرة والبيت عبر نشر وإشاعة الفكر والوعي المناهض لقواعد الإرهاب، وترسيخ القيم الإيجابية الأصيلة في مجتمعنا الإماراتي القائم على التسامح والوسطية والاعتدال”.
وعندما يؤكد سيف بن زايد أن المواطنة الإيجابية “أساس كل نجاح، ومصدر كل فعالية”، فإنما هو تأكيد لتلك الثلاثية التي خلص إليها سموه، وهي ثمرة نهج قامت عليه الإمارات منذ بواكير التأسيس ومضت فيه من خلال الاستثمار في العقول، وما قاد إليه اليوم على أرض الدولة، ومثل ليس فقط تجربة ناجحة في البناء، وإنما أنموذج ملهم في مسارات مختلفة من اقتصاد متنوع مزدهر، وبنى تحتية متطورة وواحة من الأمن والأمان والاستقرار.
وفي هذه الكلمة أكد سمو الشيخ سيف بن زايد على دور لطالما آمن به، وهو يتحدث عن مسؤولية أهل القلم والإعلام في الحرب على آفة العصر.. الإرهاب. وباعتبار الإعلام ضمن الخطوط الأمامية في الجبهة للوقوف في وجه برابرة العصر، وبالذات أولئك المتاجرين بالدين الإسلامي وقيمه السمحاء، ممن ينشرون الدمار والدماء أينما حلوا.
«ثلاثية» سيف بن زايد تلخص مسيرة نجاح وتميز عناصرها كل فرد فينا.