علي العمودي
في حفل بهيج قشيب، انطلقت مساء الخميس الماضي بمنطقة الوثبة فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان زايد التراثي، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الذي افتتح المهرجان وسط بحر من ألوان الفرح والبهجة، وفنون الإمارات الأصيلة تلهب حماس الحضور المتفاعل مع اللوحات الفنية المتتالية التي عبرت عن غنى الموروث المحلي، وأضفت عليها مشاركة الفنان حسين الجسمي رونقاً وبهاءً.
كما زادها قوة مشاركة فرق الخيالة في مظهر من مظاهر الاعتزاز بدور العاديات في تشكيل شخصية المجتمع قديماً، وقوة ارتباط إنسان هذه الأرض بها.
وعلى امتداد المهرجان الذي يقام تحت شعار «تراثنا هويتنا.. زايد قدوتنا»، ويستمر حتى الثاني عشر من الشهر المقبل سيجد زواره أنفسهم أمام صفحات مشرقة من تاريخ البلاد، تمثل فرصة للجميع للتعرف إلى مكوناته بمختلف بيئاته، وكذلك الاقتراب من سير شخصيات عظيمة كانت لها بصماتها في مناح شتى.
الحضور الجماهيري الكبير للمهرجان يعبر عن تحقق رؤية القائد المؤسس الذي يتشرف الحدث بحمل اسمه، إذ يعبر عن قوة ارتباط الإنسان بتراثه وهويته الوطنية، وفي الوقت ذاته مواكبته للعصر وعلومه، في مزاوجة بين ماضٍ عريق وثر ينطلق منه في حاضر جميل حافل بالمنجزات، وصولاً نحو مستقبل أكثر إشرافاً.
وهو ما تحقق في بناء أجيال سوية لا تعاني الانسلاخ من الجذور، وتبحر باتجاه الجديد وما يحمل، وهي أكثر ثقة بالنفس.
كما أنها الرسالة التي جعلت اليوم من الإمارات جسراً للتواصل والتعايش والتفاهم بين الحضارات والثقافات، رسالة تستمد قوتها من هذه الرؤية والقناعة بأن القيم الإنسانية المشتركة مفتاح للتعاون والبناء لكل ما فيه خير وسعادة الشعوب.
وأخيراً، كل التقدير والامتنان للجنة العليا المنظمة التي جعلت من الدورة الحالية للمهرجان، حدثاً استثنائياً حشدت معه كل مقومات النجاح، لتضفي المزيد من الفرح والبهجة، على أفراح الإمارات بيومها الوطني الـ 43.