علي العمودي
شهدت مناطق عدة من الدولة خلال الأيام القليلة الماضية تغيرات مناخية، وحالة من عدم استقرار الطقس، صاحبها هطول إمطار غزير وتساقط البرد بدرجات متفاوتة الكثافة. بذات التفاوت في استعدادات وجاهزية البلديات في تلك المناطق لا سيما الشمالية منها.
تفاوت انعكس على مستوى جاهزية التعامل مع تداعيات الأمطار الأخيرة، وكشفت عن سوء تقدير للأمور وتعامل أسوأ معها، واختفى أولئك الذين غمرونا بتصريحاتهم الوردية بأن الأمور تحت السيطرة، واستعداداتهم على قدم وساق لمواجهة آية آثار محتملة، وكان الحديث عنها مبكراً مع أنباء العاصفة الثلجية”هدي”.
وقبل التطرق لمشاهد تتكرر في مواسم الأمطار كل عام، أحيي مبادرة رجل الأعمال حميد علي عبيد في أم القيوين الذي سخّر آليات شركته لسحب مياه الأمطار المتجمعة في مناطق المدينة، من دون مقابل، واعتبر أن ما قدمه ”شيء بسيط” تجاه الوطن. مبادرة فردية تعبر عن أحساس عال بالمسؤولية المجتمعية.
كما نحيي هيئة الهلال الأحمر التي تحركت بسرعة وبالتعاون مع الدفاع المدني لإخلاء بيوت الأهالي الذين حاصرتهم المياه في منطقة الظيت الجنوبي برأس الخيمة وغيرها من المناطق، وقدمت معونات عاجلة وآوتهم ريثما يتمكنون من ترتيب أوضاعهم.
ما جرى يعيد طرح السؤال القديم المتجدد مع كل موسم، من يحاسب أصحاب التصريحات تلك التي تخذل الأهالي مع ظهور أول بركة ناتجة عن الإمطار هنا أو هناك؟. خاصة وأن المشاهد والصور تتكرر في كل موسم، وكأنما لا تستفيد البلديات من الدروس أو أنها لا تريد تلك الاستفادة لتعيد النظر في الأساليب والطرق العقيمة عديمة الجدوى التي تستخدمها، أم أن المناطق المتضررة لم تعد تجدي معها تلك الطرق، وبالتالي لا بد من إيجاد حلول ناجعة أو الاعتراف بعدم القدرة على فعل أي شيء، وبذلك يستريحون ويريحون.
“الأرصاد” كانت تطلق تحذيراتها، ومهما اختلفنا حولها، فقد كانت تصدر أولاً بأول، ودخول الموسم معروف سلفا. وهم أيضا كانوا يتحدثون عن استعداداتهم، وإذا بالنبرة تتغير حول المفاجأة ومستوى غزارة الأمطار وسرعة تقلبات الطقس!!.
لا نقول للبلديات التي تعد الجهة الوحيدة غير المرحبة بهطول الأمطار سوى راجعوا إجراءاتكم وتحملوا مسؤولياتكم، و«اللهم صيباً نافعاً للبلاد والعباد».