علي العمودي
نعيش فرحة استقبال عيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم باليُمن والمسرات، نستقبله بفرح بعد أن ودعنا شهر رمضان المبارك الذي مرت علينا أيامه ولياليه خفيفة سريعة جميلة، فيا حظ من وفقه الله لحسن صيامه وقيامه.
وبمناسبة وداع الشهر الفضيل يتذكر المرء بكثير من الثناء والتقدير العديد من المؤسسات والجهات التي جعلت من رمضاننا ولياليه بهية ألقة جميلة.
وفي مقدمة هذه الجهات جامع الشيخ زايد الكبير الذي استقطب على مدار الشهر الكريم آلاف مؤلفة من البشر من مواطنين ومقيمين حرصوا على أداء الصلوات، وبالأخص خلال صلاتي القيام والتهدج، وقد وفر لهم الجامع نخبة من أشهر الأئمة والمقرئين والوعاظ.
لقد أصبح هذا المعلم من أبرز معالم العاصمة، وبات أحد أشهر المعالم الدينية والسياحية على مستوى العالم، ليس فقط باعتباره تحفة معمارية ورمزاً للعمارة الإسلامية، وأنما للدور التنويري الذي يقوم به بالتعريف برسالة الإسلام وحضارته، وقيم الوسطية والاعتدال التي جاء بها.
وذلك من خلال أفواج الزوار والسياح الذين يستقبلهم من مختلف أنحاء العالم على مدار العام، وينظم لهم جولات تعريفية عن المعلم ورسالته السامية.
وهو دور في غاية الأهمية خاصة في ظل هذه الظروف التي يحاول فيها الظلاميون والمتعصبون تصدر المشهد في مناطق شتى من عالمنا العربي والإسلامي، ويرتكبون أفظع الممارسات باسم الدين الإسلامي، دين الحق الذي يحرم قتل الابرياء ويصون حياة وكرامة الإنسان، ويحث على العلم، ويحض على الحوار والتفاهم والتقارب بين الشعوب والتواصل بين الحضارات والأديان.
كما استقطبت خيام الإفطار الرمضاني في باحات الجامع، آلافا مؤلفة من الصائمين في مشهد يختصر صورة التآلف والتراحم والتواد في مجتمع الإمارات، وعشرات الحافلات تنطلق يومياً لتوصيل الصائمين من المناطق الصناعية وغيرها إلى تلك الخيام في باحات الجامع التي أضفى عليها تواجد رجال «الوحدات المساندة» لإطلاق مدفع الإفطار لمسة من عبق الماضي.
ومن الجهات ذات النشاط اللافت والملحوظ خلال الشهر الكريم مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وهي تنفذ أضخم برامج إفطار الصائم داخل الدولة اعتمادا على تجربة طيبة مباركة تواصل تنفيذها باشراك الأسر المواطنة المنتجة في إعداد تلك الوجبات وفق المعايير والاشتراطات الصحية المشددة التي تفرضها المؤسسة، وبما يؤمن لهذه الأسر دخلاً إضافياً يساعدها على تلبية احتياجاتها والاعتماد على مشروعاتها الصغيرة الخاصة.
كما لا ننسى كذلك الدور الكبير لرجال هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ومتطوعيها.
وكل المتطوعين الذين كانوا خير سفراء لشباب الإمارات سواء الذين عملوا بين باحات وأروقة جامع الشيخ زايد الكبير وغيره من المناطق، وعملوا مع رجال المرور على انسيابية حركة الدخول والخروج من المكان.
وفي هذه المناسبة السعيدة، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، سائلين العلي القدير أن يعيدها، وقد تحقق للإمارات المزيد من التقدم والرخاء والازدهار بقيادة خليفة الخير وأخوانه الحكام وولي عهده الأمين حفظهم الله أجمعين.
وعلى أمل اللقاء بكم مجدداً الشهر المقبل استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وعساكم من عواده.