علي العمودي
تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلق صباح أمس المؤتمر السنوي الخامس لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والذي عقد هذا العام تحت عنوان «التعليم والمعلم: خلق ثقافة التميز في المدارس».
اختيار هذه المنارة الفكرية العالمية لموضوع التعليم على مدى دورات خمس من مؤتمراته السنوية، هو امتداد للدور الذي ينهض به على مدى أكثر من 20 عاماً مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بقيادة الدكتور جمال سند السويدي في بلورة الأفكار ووضع التوصيات والخطط أمام صانع القرار لتطوير واحد من أهم ركائز بناء وتأهيل الإنسان ضمن مسيرة التنمية الشاملة على أرض الإمارات.
لقد كان الحضور الكثيف للخبراء والمختصين وقيادات الميدان التربوي والتعليمي ومشاركتهم في المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين يعبر عن المكانة الرفيعة للمركز والثقة العالية به كمنصة فكرية حوارية للخروج بتوصيات ترتقي لمستوى طموحات القيادة الرشيدة، وهي تولي التعليم جل اهتمامها ورعايتها باعتباره المدخل الرئيسي للوصول بنا إلى اقتصاد المعرفة وتحقيق رؤية «الإمارات 2021»، و«أبوظبي 2030».
كما جاء عنوان المؤتمر معبراً عن تلك التطلعات والطموحات التي تهدف لا لجودة التعليم فحسب، بل والتميز فيه من خلال خلق ونشر ثقافة التميز في المدارس، بالتركيز على أهم مفاتيح العملية التربوية والتعليمية، وهو المعلم.
طموح وطن ورؤى قيادة أثمر على امتداد مسيرة الخير في هذا المضمار إنجازات عدة، ذكر منها على سبيل المثال معالي المهندس حسين الحمادي وزير التربية والتعليم في كلمته أمام المؤتمر، تقدم الدولة 7 مراكز دفعة واحدة لتصل الى المركز 12 من بين 144 دولة على مستوى التنافسية العالمية، ووصولها إلى المركز 38 على محور التعليم والصحة، وإلى المركز 13 في جودة التعليم الأساسي، وارتفاع المعدل الصافي للالتحاق بالتعليم إلى 98٪، وتقدم الدولة إلى المتوسط العالمي، ووصولها إلى المركز الأول عربياً في الاختبارات الدولية، وتقدم ترتيب جامعة الإمارات ضمن قائمة أفضل 400 جامعة على مستوى العالم.
كما تناول الوزير في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم عدداً من المبادرات لتحسين أوضاع المعلمين المادية منها والأدبية والمهنية، وربما كانت تلخص ما قاله يوم السبت الماضي في ختام المؤتمر التربوي الرابع للوزارة بدبي بأننا «مقبلون على طفرة».
كما حرصت الدكتورة أمل القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم على تأكيد الاهتمام بالمعلم وفق رؤية تحظى بدعم مباشر من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم.
وفي معرض التأكيد على تلك الرؤية أشارت لموقفين من واقع تجربتها الشخصية كأستاذة في جامعة الإمارات تعبر عن دور المعلم في التفاعل مع طلابه لصنع التميز المنشود.
وقوبلت بالتصفيق الحار تحيتها للمعلمين والمعلمات ونحن على أعتاب الاحتفال بيوم المعلم.
كما نشاركها الاعتزاز والفخر بدورهم على أرض إمارات العطاء.
وكلنا أمل في أن تضيف مداولات المؤتمر ومناقشاته جديداً لجهود الارتقاء بمسيرة التربية والتعليم، وتحقيق التميز المنشود في أداء المعلم تأكيداً لثقافة التميز في وطن الريادة والتميز.