علي العمودي
أُسدل الستار منذ أيام قلائل على الدورة 33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب وسط نجاح باهر، وأيامه الأحد عشر تستقطب 1.47 مليون زائر من داخل وخارج الدولة.
في زوايا المعرض كنت تقرأ في وجوه الجموع الزائرة مستقبل الإنسانية، والطموحات الراقية لعشاق الحرف وأوراق الكتاب، في عالم الثقافة والعلوم والمعرفة، وحيث تطلعات الإنسان نحو مجتمع آمن مستقر مزدهر، يسوده التفاهم والتعايش والتسامح، بعيداً عن ضغائن الجهل والتخلف، فما من أمة تتقدم وترتقي إلا بالعلم والمعارف ومصادقة الكتاب.
خلف هذا النجاح والتألق الذي تحقق لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، البصمات الملموسة والوقفات المشهودة لسلطان الثقافة في عرين الثقافة.
لقد كان النجاح المشهود والساطع للمعرض من صور رعاية واعتناء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالمشهد الثقافي والحدب على الحرف والكلمة، وجعل من الإمارة الباسمة عريناً للثقافة، وموئلاً للإبداع والمبدعين، وكان بانِياً ومشاركاً أساسياً في النهضة الثقافية التي جعلت من الشارقة اليوم عاصمة للثقافة الإسلامية والإنسانية، وعاصمة للسياحة العربية، بما تضم من متاحف ومسارح ومكتبات ومناشط فكرية وثقافية وفنية على مدار العام.
وفي ذروة الفعاليات المتواصلة والندوات والورش على هامش المعرض، حرص سلطان الثقافة على الالتقاء برجال الإعلام وحملة الأقلام ومشاعل الفكر، يتحاور معهم ويشد من أزرهم، مؤكداً لهم مكانة القلم والحرف في فكر قيادة وطن قام على الحب والبذل والعطاء، مستذكراً معهم محطات مضيئة من تاريخ إمارات المحبة والعطاء، وأجمل وأروع ما يميزها التآلف والمحبة والعلاقة المتفردة بين الراعي والرعية في ظلال”البيت المتوحد”.
اللقاء مناسبة لرجال الإعلام وحملة الأقلام للتزود بتوجيهاته السامية وملاحظاته الأبوية، وسموه يذّكرهم بمسؤولياتهم في توعية المجتمع وأفراده، ولا سيما الشباب لصون المنجز الحضاري المتجسد في دولة شهد القاصي والداني بإنجازاتها ومكتسباتها، وما حققته لمواطنيها والمقيمين على أرضها، ولعل في المقدمة من ذلك تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة التي يستهدف أصحابها اختراق اللحمة الوطنية.
لقد كان حديثاً من القلب للقلب، فشكراً أبا محمد على هذه الثقة الغالية، والحديث الصريح، وما جاء فيه أمانة بيد الجميع، ووسام على الصدور.