علي العمودي
بينما نعيش أصداء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «مؤشر السعادة» لقياس رضا الجمهور بشكل يومي، باعتبار أن «إسعاد الناس مهمة لا تحتمل التأجيل»- كما قال سموه- جاء اعتماد مجلس الوزراء برئاسته يوم أمس ميزانية الدولة للعام المقبل 2015، وهي تضع النصيب الأكبر من الموازنة المقدرة بأكثر من 49 مليار درهم للاعتناء بالإنسان، وكل ما يتعلق بتوفير الحياة الكريمة ورغد العيش له ولأسرته في كافة المجالات والميادين، وبالأخص التعليم والصحة والخدمات والرعاية الاجتماعية.
جهود ومبادرات تتجاوز مجرد إرضاء الناس، إلى إسعادهم في وطن السعادة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
وعندما تكون أدوات استطلاع رأي الجمهور بتك الصورة التفاعلية للتعرف على مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة للوصول إلى تحقيق سعادتهم، فإنما ذلك يعكس الجهود الكبيرة المبذولة للحفاظ على الصورة الزاهية لمستوى الخدمات الحكومية المقدمة من جهة، وفي الوقت ذاته يحفز القطاعات كافة العامة منها والخاصة للانخراط في هذه المهمة «غير القابلة للتأجيل»، بهدف تطوير مراتب الإمارات في المؤشرات المتقدمة التي وصلت إليها، وجميعها تصب باتجاه تحقيق الرخاء والسعادة لمن فيها.
ولعل من أهم محفزات «مؤشر السعادة» أن متابعته ستتم من الميدان، وبصورة تفاعلية يومية، بعيداً عن التقارير المعلبة، والمعدة مسبقاً.
المؤشر الذي جاء امتداداً لمبادرات متواصلة، بدأت ملامحه تتبلور، ونحن على أعتاب تحديات جمة، والإمارات تتحول إلى مركز ثقل سياسي واقتصادي وثقافي وسياحي في المنطقة، وهي تستقطب سنوياً ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وبالمناخ الآمن المستقر والمزدهر الذي جعل منها قبلة لملايين آخرين يقيمون ويعملون فيها.
وهي تسجل أنموذجاً متفرداً من التعايش والتسامح بين ثقافات وحضارات التقت على أرض الإمارات.
إن تنفيذ متطلبات «مؤشر السعادة» يضع مختلف الدوائر والمؤسسات في تحد مع نفسها، للذهاب أبعد من متطلبات «الحكومة الذكية» في «المدينة الذكية»، مما يتطلب منها مواصلة الارتقاء بالخدمات التي تقدمها، بعيداً عن مبدأ «ليس بالإمكان أبدع مما كان».
لقد كانت تجربة تصنيف مراكز الخدمات الحكومية بدرجات وفئات «النجوم» مرحلة من مراحل التحفيز والتطوير المتواصل لتلك الخدمات في مختلف الميادين والصعد، للوصول إلى الهدف الأسمى لإسعاد الإنسان، وكسب رضا المتعاملين فيها، تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن الحكومة «سلطة لخدمة الناس لا سلطة عليهم».
محطات مهمة من العمل الدؤوب والمبتكر والخلاق بانتظار مسيرة الأداء في المرافق المعنية بخدمات الجمهور ومتابعة احتياجاته وتلبيتها، وهي تتطلب رفع وتائر العمل فيها لأعلى معدلاته، وبما يلبي طموحات القيادة لإنجاز هذه المهمة غير القابلة للتأجيل.
مبادرات متصلة وعمل متواصل لا يعرف السكون أو الجمود لأجل الإنسان وإسعاده، وهي جهود تعبر عن انشغال القيادة بقضاياه الآنية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.
وتتطلب من الجميع تشمير السواعد للعمل الجاد والمخلص بيقظة عالية للحفاظ على منجزات ومكتسبات وطن السعادة، وكل من فيه يلهج بالثناء والحمد والشكر لله عز وجل، أن يحفظ الإمارات ويقيها شر الفتن، وكيد كل حاسد وحاقد ومتآمر.