بقلم : علي العمودي
قبل أن يودعنا عام التسامح الذي خصصته قيادتنا الرشيدة لإبراز تأصل وتجذر هذه القيمة العظيمة في مجتمع الإمارات، استضافت عاصمتنا الحبيبة عاصمة المحبة والإنسانية والتسامح، حدثاً رسم خريطة طريق لصون الحياة وحفظ الكرامة الإنسانية، من خلال احتضان الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والذي اختتم أعماله بالتوصية لرعاية أنشطة ومبادرات حلف الفضول الجديد الذي يحمل بدوره بصمة إماراتية تقف وراء هذا الجهد الدولي الكبير الذي تقوده الإمارات لإعلاء قيم التسامح وإبراز الوجه الحضاري للإسلام وجوهر رسالته القائمة على الوسطية والاعتدال، وتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات والتصدي لخطاب الكراهية والإقصاء الذي يقود للتطرف والعنف، والإرهاب المتمدد في العديد من المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، وحيثما أطل برأسه ذلك الخطاب المقزز الكريه ووجد لنفسه موطأ قدم.
لقد خلص الملتقى لجملة من التوصيات التي نأمل في سرعة تنفيذها على أرض الواقع، وتتمثل في تأطير أجندة حلف الفضول الجديد، والالتزام بتفعيله في مختلف مناطق العالم التي جرى تقسيمها وفق المبادرة إلى خمس دوائر تغطي المعمورة. وكذلك إنشاء كرسي للحلف في إحدى الجامعات العالمية، وجائزة للدراسات المتميزة عن الحلف وأهدافه في نشر الفضيلة والقيم المشتركة بين البشر من دون تمييز، وطرق تنفيذها.
قبل الإعلان عن ظهور الحلف وتأسيس الملتقى، كانت هناك العديد من المبادرات والكراسي العلمية في جامعات شتى، ولكنها لم تكن بهذا الزخم الذي نراه اليوم بفعل المتابعة والاهتمام والرعاية الإماراتية، حيث استدركت الإمارات الخطر الذي يحدق بالجميع إن سمحنا لخطاب الكراهية والتطرف الذي يتغذى عليه الإرهاب في كل مكان.
وثيقة حلف الفضول الجديد تعبر عن رؤية وقناعة إماراتية نحو عالم يزدهر وينمو ويرتقي بالتسامح وحسن التعايش، كما أنها تحول دون استغلال الأديان في الحروب العبثية التي تشنها الجماعات الإرهابية للوصول لغاياتها الإجرامية الدنيئة للسيطرة على المجتمعات وأقصاء الآخر المختلف.
حرص الإمارات على نشر وتعزيز هذه القيم الإنسانية النبيلة يجسد الحرص على الإنسان وكرامته وحقه في الحياة الكريمة الجديرة به، والجهود التي تقوم بها في هذا الإطار هي محل تقدير الشرفاء والقوى الخيرة في عالمنا، بينما تراها قوى الشر وكل الدجالين المتاجرين بالأديان والشعارات خطراً عليها وعلى مخططاتها الإجرامية، لذلك تعمل للنيل منها، ولكن الحق يعلو دائماً ولا يعلى عليه.