بقلم : علي العمودي
احتفالية قشيبة بهية ألقة تلك التي شهدتها مساء أمس الأول مدينة زايد الرياضية برعاية قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بحضور شيوخنا الكرام، والحضور الذين غصت بهم مدرجات المدينة التي تحمل أغلى اسم محفور في قلوبنا، وفي يوم من أغلى وأعز أيام الوطن.
وسط شلالات النور والضياء والأضواء التي غمرت القلوب وزوايا المكان، تنبجس الحقيقة عن واقع الإنجاز ونبل الروح التي صاغت دعائم الصرح الشامخ الذي نتفيأ ظلاله في رحاب واحة غناء من الأمن والأمان والرخاء والازدهار داخل الأسوار المنيعة للبيت المتوحد.
«إرث الأولين» عمل مبهر، عبرت مفرداته وتفاصيله وأدواته وألوانه عن روح الاتحاد، روح الوطن الذي يتسع للجميع، والقيم النبيلة الجليلة التي قام عليها، والذي صحب مشاهديه ومن تابعوه في «رحلة نوعية على ضوء القمر، حيث يصور 900 عارض من مختلف أنحاء العالم بأدائهم الرائع مجموعة من القصص الخالدة من أرض الوطن، لتسليط الضوء على قصص الآباء والأجداد التي توارثها الأبناء، لتحافظ على تجذرها حتى اليوم في نسيج مجتمع الإمارات، كالشجاعة والكرم والمروءة والعزم والتصميم والصبر والتسامح والحكمة»، بحسب بيان اللجنة المنظمة التي استعانت بأفضل الخبرات العالمية لتقديم عرض استثنائي يليق بالمناسبة الوطنية العظيمة، ويسعد الحشود الضخمة التي تقاطرت من كل مكان للمشاركة في الفرحة الوطنية الكبيرة التي تعيشها الإمارات هذه الأيام.
من بين ثنايا العرض المبهر الذي تحول معه ليل المدينة نهاراً بفعل الأضواء والمؤثرات القائمة على أحدث تقنيات العرض والإبهار، تظهر بعض من جوانب المعادلة الناجحة للإمارات وتجربتها في بناء الأجيال بصورة توظف الماضي وما شهده لبناء الحاضر الجميل والانطلاق نحو المستقبل الزاهي والزاهر، بحكمة ووعي وإدراك تستلهم تلك المقولة الخالدة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
حكمة وتعامل واعٍ ومسؤول ساهم في تجسير تلك الفجوة بين الأجيال التي تعاني منها العديد من المجتمعات في محطات التحولات المفصلية في تاريخها، وتتعثر في معالجة قضايا الأصالة والمعاصرة، بل وتجد تلك المجتمعات نفسها في مفارق طرق، تضعها عند حافات خطرة من الانفصال بين الأجيال، بما يترتب على ذلك من هزات خطرة، تعبث بمكونات الاستقرار فيها.
«إرث الأوّلين» من أسرار نجاح التجربة الإماراتية، و«دام عزك يا وطن».