بقلم - علي العمودي
تابعنا الواقعة المؤلمة بغرق مواطن وابنه في مياه بحر الشليلة مؤخراً، والجهد الكبير الذي بذله الفريق الميداني للبحث والإنقاذ التابع لشرطة أبوظبي وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل وجناح الجو للمركز الوطني للبحث والإنقاذ والذي انتشل جثة الأب الغريق الذي هرع لإنقاذ ابنه، ولكن قضاء الله شاء أن يقضيا في الحادثة المؤلمة.
لم تكن تلك الحادثة الأولى في هذه المنطقة، مما يتطلب المزيد من الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية والتوعية المكثفة لأهالي المنطقة ومرتادي المكان الذين تغريهم مياه البحر وتحسن الطقس ولا يعلمون أنها تشهد تكوّن دوامات عاتية يعجز أمام قوتها المتمرسون في السباحة. ومع هذا لا توجد لوحات تحذيرية بصورة كافية في هذه المنطقة أو على أمتداد قناة أم النار «شاطئ الراحة» التي شهدت بدورها العديد من حوادث الغرق، وما زالت في الذاكرة تلك الحادثة التي تعد أكثر حوادث الغرق مأساوية في مياه القناة قبل أكثر من 25 عاماً، وكانت أعمال الشاطئ قيد الإنجاز، عندما غرقت مقيمة عربية وهي تحاول إنقاذ صغيراتها الثلاث اللواتي توفين أيضاً في الحادثة التي لم تنجُ منها سوى طفلتها التي بقيت وحيدة على الشاطئ، وكتبت لها الحياة وتكفلت برعايتها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله وأطال عمرها.
بلدية أبوظبي التي تفخر باعتبارها من البلديات الرائدة على مستوى آسيا وأفريقيا والتي نجحت في الحصول على شارة العلم الأخضر، وكذلك الأزرق على كورنيش أبوظبي والبطين، وسجلت معها الإمارات كأول دولة في آسيا وأفريقيا تحقق هذا الإنجاز الدولي الخاص بتحقيق مواصفات الأمن والسلامة على الشواطئ وفي مرافقها الترفيهية، أقول: إن هذه البلدية لن يعجزها تأمين الشواطئ ونشر اللوحات التحذيرية وإجراءات المتابعة لمنع السباحة في الأماكن غير المسموح بها والخطرة بالتنسيق مع شرطة أبوظبي التي تجوب دورياتها البحرية مختلف الأماكن والقنوات البحرية، ولعل التجربة على شاطئ وكورنيش القرم في العاصمة خير دليل وبرهان على قوة الالتزام والتنظيم، وكذلك في منطقة السعديات.
إجراءات وأدوار مطلوبة، لا نتذكرها للأسف إلا مع وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة، وكأنما كُتب علينا وعلى دوائرنا العمل تحت تأثير ردات الفعل وعقب حوادث مأساوية تبقى في الذاكرة وقلوب ذوي الضحايا. نسأل الله السلامة للجميع، ونذكرهم بالّا يتركوا فلذات الأكباد بعيدين عن الأنظار.