علي العمودي
جاء الاحتفاء الواسع بتتويج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» بلقب «أم العرب»، احتفاء واعتزازاً بمسيرة وجهد متصل على مدار عقود عدة للنهوض بالمرأة والطفولة، والمجتمع قاطبة. جهود تقف خلفها سموها عنواناً للعطاء والإدراك المبكر بضرورة إعداد وتأهيل «نصف المجتمع». فعدم الاهتمام بتمكين هذا القطاع يعني بكل بساطة تعطيل كل المجتمع. هكذا كانت الرؤية الثاقبة التي استلهمتها سموها إلى جانب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وكان التعليم وتوفير الفرص مفتاح التمكين الذي تعزز للمرأة اليوم في الإمارات، وفي رحاب عهد التمكين بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
لقد جاء هذا اللقب في إطار اعتزاز وتقدير جامعة الدول العربية للدور المتميز لسموها من خلال أنشطة نوعية متعددة تواكب رؤية الإمارات وحرصها على الارتقاء بالإنسان أينما كان. والمدخل كان دوماً الاعتناء بالمرأة والأمومة والطفولة، ليس في الإمارات فحسب، وإنما في شتى مناطق عالمنا العربي والإسلامي والمحيط الإنساني الفسيح، في صور من أروع صور الدعم والعطاء.
تابعنا وشاهدنا حملات إنسانية متعددة ضمن استراتيجيات محددة، في مناطق عدة من عالمنا، تعبر عن جود وعطاء من دون تمييز، وكانت بمثابة خريطة طريق لتلك المجتمعات لتعزيز وضع المرأة والطفولة فيها. وعندما عصفت رياح الفوضى والحروب في العديد من مناطق هذا العالم، وكانت المرأة والطفولة من أكبر ضحاياها، تقدمت سموها بمبادرة نوعية بإنشاء صندوق الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة اللاجئة والمهاجرة، وحظيت المبادرة بإعجاب واهتمام الأمم المتحدة، وهي تشيد بالأيادي البيضاء لسموها للتخفيف عن معاناة المرأة في مناطق عدة من بؤر الحروب والكوارث الطبيعية.
لقد كان هذا الاحتفاء الواسع بتتويج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بلقب «أم العرب»، مقروناً بأطيب الدعوات والتمنيات لسموها، مناسبة للتعبير عن الفخر والاعتزاز بما أنجزت، والعرفان والامتنان بدورها في إحداث نقلة نوعية لأوضاع المرأة والطفولة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وجاء متزامناً مع احتفاء العالم برمز من رموز العطاء في كل مكان.. الأم.