علي العمودي
كلما زرت «ترخيص أبوظبي» من الحول للحول لتجديد ملكية أو إنجاز معاملة يتعاظم تقديري لهذه الإدارة الرائعة التي تشعر بأنها تعمل بجد على تطوير أدائها والارتقاء به لأجل راحة المتعاملين معها، والدليل النقلة الهائلة في العمل، والمنسجم مع خطط واستراتيجيات القيادة العامة لشرطة أبوظبي ووزارة الداخلية المنطلقة من رؤية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرجل الذي غير تماماً كل صورة منطبعة عن دوائر«الداخلية» والمراكز التابعة لها، مظهراً وأداءً.
صباح أمس كنت في «ترخيص أبوظبي»، لم يستغرق إنجاز معاملتي أكثر من 15 دقيقة، فاجأتني الإدارة هذه المرة بأنها هجرت الورق، واستبدلت الموظفين بأجهزة إلكترونية تُدخل فيها بطاقة هويتك، وتستعد باليد الأخرى لسداد الرسوم المقررة ببطاقتك الائتمانية، ثوانِ تستلم بعدها بطاقة الملكية الجديدة والملصق المجدد، وتمضي في حال سبيلك، وأنت غير مصدق لهذا الاختصار الكبير في زمن الإنجاز
!!. رؤية وفلسفة تنطلق من أحترام الإنسان ووقت المراجع وتسهيل عمله.
في بلدان كثيرة لا يذهب المرء إلى دائرة من دوائر «الداخلية» إلا بعد أن يستنفذ مخزونه من الأذكار والدعوات والأوراد، ويغادر منزله مبسلما محوقلاً أن لا تتعثر معاملته بسبب موظف متعكر المزاج وغريب الطلبات.
ولكنك هنا في حضرة وزارة ودوائر احترفت حصد نصيب الأسد من جوائز التميز الحكومي.
وكلما ذهبت إلى دوائر خدمية على صلة بالجمهور كالبلدية و«التنمية الاقتصادية» يتفنن بعض الموظفين فيها في تعقيد دورة العمل، أتمنى أن تنتقل إليهم عدوى التميز من «الداخلية» وإدارتها.
في تلك الجهات التي تفاءلنا خيرا بانتهاجها سياسة الموظف الشامل وكل الخدمات «تحت سقف واحد»، تفاجأ بأن «الشامل» ليس «شاملا»، ففي كل خطوة عليه أن «يراجع» للتأكد من الإجراءات في دليل على افتقاره للخبرة والدراية باللوائح في هذا الشأن أو ذاك.
وخير دليل زمن إنجاز المعاملة هنا، وهناك حيث تتعامل مع جهاز لا يميز بين المراجعين، وإنما الأولوية للمعاملة الميسرة المكتملة.
أداء «ترخيص أبوظبي» استمرار لتحليق «القيادة العامة لشرطة أبوظبي» و«الداخلية» في فضاء التميز والتألق لراحة الناس، فشكراً لكل من اجتهد ليس في خدمتهم بل وإسعادهم.