علي العمودي
مشاعر حب وفرح جياشة غمرت الحضور، والدمع يترقرق بين المقل، واللسان يلهج بالدعاء والثناء، والجميع يتابع فقرات أوبريت «سعدك يا وطن» مساء أمس الأول عند منصة العرض في أرض المعارض الدولية بأبوظبي.
لم يكن مجرد أوبريت حُشدت له مقومات الإبهار والعرض الفني، وإنما كان لوحة شاملة تلخص المشهد العام في الإمارات، لعل في مقدمته هذا الالتفاف الشعبي والتلاحم الوطني الذي يجمع القيادة بالمواطنين.
حماس وروح وطنية عالية وثابة عبر مشاركة الدفعة الأولى من مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، وحماس أسرهم الفائق وشعورهم بالسعادة، وأبناؤهم وبناتهم يقبلون على ميادين الشرف والواجب لرد بعضاً من جميل وطن جميل كريم، تؤكد أن الجميع رهن إشارة قائد المسيرة في ظل «البيت المتوحد». كانت كل «تفصيلة» من تفاصيل تلك المشاهد الرائعة تلخص قطاف وغراس وطن الثاني من ديسمبر ومسيرته المباركة، وهو يعيش أبهى إنجازاته وأجمل أيامه بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وكانت «رزفة بوخالد» من أحلى وأجمل وأروع اللقطات، وهي تلخص مشاهد التلاحم الحميم، وقرب قيادة الوطن من أبنائهم في مختلف المناسبات.
مشاركة صقور الجو في الاستعراض، عبّرت عن تمكن أبناء الإمارات في التعامل مع أكثر المقاتلات والأسلحة والمعدات تطوراً في العالم.
وظهرت خلال الاستعراض مركبات وآليات من صنع الإمارات، تظهر المستوى المتقدم الذي بلغته الصناعات العسكرية في الدولة، وهي ثمرة الرؤية الثاقبة للقيادة واستراتيجياتها المتعددة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
وفي هذا المجال نشير إلى دلالات اندماج 11 من شركات الصناعات العسكرية تحت منصة واحدة وشركة واحدة هي «الإمارات للصناعات العسكرية». مشاهد تلخص بُعد النظر، والرؤية الاستشرافية للمستقبل، والتي كان عمادها دوماً الاستثمار في الإنسان، باعتباره أغلى الثروات.
وقد كانت تلك النظرة منطلقاً للبناء الذي تمحورت حوله كل الخطط والبرامج، فأثمرت إنساناً منتجاً ومساهماً فعالاً في مسيرة البناء الشاملة، واقتصاد الإمارات يتجه بخطى علمية مدروسة نحو اقتصاد المعرفة.
وأمام تلك المشاهد المهيبة القشيبة، لا يملك المرء إلا الدعاء للمولى عز وجل أن يديم عز الإمارات..
و«يواب الله يواب..يا كبار الشيم»، و«عمار يا دار حكمها خليفة».