علي العمودي
ما زالت مشاهد جلسات القمة الحكومية الثالثة التي اختتمت في دبي مؤخرا تلتمع أمامنا، بما حوت من جلسات وحقائق ومعلومات، وروح للابتكار، لتكون بحق - كما قال راعي القمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله ، «قمة الابتكار والازدهار والانتصار والهمم التي لا تعرف الانكسار».
تلك الروح التي ارتكز عليها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسموه يحلق بالحضور من صحراء الإمارات باتجاه الكوكب الأحمر..
المريخ، ويحدد في كلمته أمام القمة موقعا ستقام عليه أول منشأة إماراتية العام 2021 بوصول مسبار الإمارات، لتكون الإمارات بذلك أول دولة عربية وإسلامية تستكشف الفضاء الخارجي.
كانت الجلسة حديثاً عن العلم، وماذا حققت الإمارات بالعلم، حصاد وثمار رؤية قيادة استثمرت كثيراً وعميقاً في الإنسان وتعليمه وتأهيله.
لذلك حرص سموه خلال كلمته على تقديم ثلاث فتيات من بنات الوطن ممن يعملن في مركز خليفة للتقنيات الحيوية والهندسة الوراثية بجامعة الإمارات كنموذج لما تحقق على أرض الإمارات من استثمار في العقول والبشر.
ومن البدايات في المستشفى الكندي بمدينة العين إلى إجراء أعقد جراحات القلب باستخدام الروبوت، رحلة طويلة تم اختصارها لتتسارع خطاها وتثمر عطاء وإنجازاً على مختلف الصعد.
وفي وطن الابتكار والاعتناء بالعلم والإنسان، وفق رؤى طموحة وواضحة ومحددة المعالم، أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد سباعيته القائمة على سبع مبادرات تُنجز في سبع سنوات، وتتضمن إنشاء مختبرات الروبوتات في المدارس، وتطوير المناهج التربوية والتعليمية بالابتكار، وإضافة الابتكار كمعيار في تقييم المدارس الحكومية منها والخاصة، وإقامة معرض وطني للابتكار وحاضنات الابتكار، ومبتكر المستقبل، وبرنامج رعاية المبتكرين.
وفوق ذلك استحداث منصب حكومي خاص لرئيس تنفيذي للابتكار لتطوير السياسات بهذا الشأن، لضمان تخطيط وتنفيذ مبتكر لتلك البرامج والخطط.
رؤية جعلت أبناء الإمارات ينظرون دوماً إلى المستقبل بثقة واطمئنان، ويلتفون بقوة في تلاحم وطني مشهود حول قيادة جعلتهم يسبقون أحلام غيرهم بسنوات ضوئية، ويحولونها واقعاً ملموساً. فاللهم لك الحمد، احفظ إماراتنا «دوم شامخ علمها».