علي العمودي
إحترام القانون، ثقافة، وتربية، وسلوكاً، قبل أي شيء آخر، ولا يتعلق احترامه بوجود رجل القانون وممثل تنفيذه شاخصاً أمام المرء على مدار الساعة. فهناك مجتمعات تحرص على الالتزام به واحترامه حتى مع غياب الزي الرسمي أو ”العين الحمراء” للقانون، كما يقول البعض. وتجد أفراد تلك المجتمعات يرى كل من فيها ممثلا للقانون في غياب ممثليه الرسميين.
واستعيد واقعة قرأتها عن أكاديمي عربي يعمل في إحدى الجامعات الاسكندنافية عندما تجاوز الإشارة الحمراء في ساعة متأخرة من الليل عندما كان عائداً برفقة زميل له من مناسبة اجتماعية. وفي اليوم التالي فوجئ بتحرير الشرطة مخالفة بحقه وليكتشف أن مرافقه أبلغ عنه.
طبعا الوضع عندنا مختلف، فلا نحتاج لمبلغ، بعد أن تكفلت التقنيات الجديدة من كاميرات ورادارات بالأمر، ولكن البعض يصر على مخالفاته وتجاوزها، وبالأخص في أيام العطل الرسمية، باعتبار أن” القانون في إجازة” كما يعتقد.
وأورد هنا بعض صور هذه التجاوزات، ففي يوم الجمعة يعنى للمرء الذهاب بحثاً عن نسمة هواء نقية إلى أي من حدائق العاصمة الزاهية، ولكن تجدها قد تحولت إلى مدخنة كبيرة جراء حفلات الشواء ومدمني تدخين الشيشة، رغم اللوحات المحذرة، وتخصيص البلدية حدائق معينة للراغبين في الشواء.
تجد المكان الجميل بدلاً من أن يفوح بعبير الزهور، وقد اجتاحته روائح الشواء النفاذة، ونكهات” المعسل” المتنوعة. فلا يجد رب الأسرة أمامه سوى أن يقفل عائداً بصغاره خشية نوبة ربو مفاجئة.
وفي يوم الجمعة وفي الشارع العام، وتحديداً في منطقة السوق، وعلى مرأى ومسمع المارة يقوم بعض الآسيويين بممارسات غير قانونية من مراهنات وترويج لممنوعات، وأفعال يعاقب عليها القانون، أقلها تحميل الركاب بصورة غير مشروعة بعد أن تاهت هذه القضية الخاصة بالنقل بحافلات صغيرة ما بين” مرور أبوظبي” ودائرة النقل،،.
ندرك أن الذين يقدمون على هذه المخالفات يتحدرون من بيئات القانون فيها لا وجود له أصلاً، وبالتالي ينقلون ممارساتهم تلك إلينا، ولا يردعهم سوى تكثيف وجود ممثلي القانون باستمرار للالتزام به واحترامه، مع تمنياتنا للجميع بقضاء إجازة نهاية الأسبوع بعيداً عن مشاهد تلك المخالفات المزعجة.