علي العمودي
على مدى اليومين الماضيين احتضنت جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين ندوة بناء الوعي السياسي، وذلك للعام الثالث على التوالي.
ومن تابع وقائع الندوة والتوصيات التي خرجت بها يلمس تلك الروح الوطنية والوعي المتزايد للمشاركين والحضور وفي مقدمتهم طلاب وطالبات ذلك الصرح الأكاديمي العالي، والذي هو ثمرة من ثمار غراس نهج الحكمة والإنجاز للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وعبرت المداخلات عن حجم الاعتزاز والتطلعات في رحاب «التمكين» الذي اطلقه قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في عهده الميمون، اعتزازاً بما تحقق وأثبتت نجاعة نهج التدرج في تطوير التجربة الشوروية بما يتماشى والخصوصية الإماراتية، نجاعة نهج أكدت صوابيته ورجاحته الأيام، ونحن نشهد مآلات مغامرات حرق المراحل على يد تجار الشعارات في مناطق غير بعيدة عنا، وقد تحولت إلى ساحات لتصفية الحسابات والكيانات، وبرك من الدماء وبؤر من الخراب. وتفلت معها جنون الانتماءات الحزبية الضيقة والتعصب الطائفي والمذهبي البغيض، والشواهد قريبة جداً وتزخر بمشاهدها الفضائيات فكيف بمن اكتووا بجمرها. كما حملت المداخلات والمشاركات تطلعات جمة تنبض وعياً وإدراكا بدقة المرحلة وتفاصيل التجربة، باتجاه تعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي، ونحن على أعتاب الاستحقاق المقبل لدورته في العام المقبل 2015.
ومسؤولية الجميع في إنجاحه، خاصة مع تطلعات زيادة الهيئات الانتخابية بنسبة 50٪.
وأخيرا التحية والتقدير لمنظمي الندوة التي حرص معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي الأستاذ محمد المر على المشاركة فيها بقوة، وكذلك للمسؤولين في وزارة الدولة لشؤون «الاتحادي» والنخب الإعلامية والفكرية والأكاديمية.
وكذلك لجامعة الإمارات التي كانت وستظل نعم المنبر لرجال الغد، طلاب الجامعات الذين اعتقد بعض المغامرين أنهم قادرون على اختطاف طموحاتهم وتطلعاتهم وحصرها في زاوية ضيقة، ضيق أوهامهم المأفونة. وما مشاركتهم الفعالة في الندوة ومداخلاتهم القيمة فيها إلا من دلائل ثقة القيادة ونظرتها لهم ولدورهم كشركاء مهمين وأساسيين في «البيت المتوحد». كما تعد الندوات وورش العمل والمؤتمرات صيغة متطورة لتلك الأبواب والمجالس المفتوحة التي تميز تجربة الإمارات في مسيرة البناء الوطني، ومسار تجربتها الشوروية.