علي العمودي
في غمرة الاحتفالات الدولية بيوم المرأة العالمي، آثرت الإمارات أن تقدم للعالم خطوة عملية لمعنى الاعتزاز بدورها في المجتمع بعيداً عن الشعارات الكرنفالية للاحتفاء بالمناسبة. وتمثل هذا البرنامج بإطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2015-2021، تأسيساً على ما كانت قد دشنته سموها عام 2002، لتكون بذلك إطاراً مرجعياً لجميع المؤسسات في الدولة، حكومية وخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني، لتحقيق وتعزيز تمكين المرأة بصورة تجعل منها»شريكاً أساسياً في تحقيق رؤية الإمارات2021.
توظيف قدرات المرأة وجعلها عنصراً منتجاً وفاعلًا في المجتمع، من معطيات الرؤية الثاقبة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو القائد الذي آمن مبكرا بأن تعطيل المرأة هو تعطيل لنصف طاقة المجتمع.
وتابعت تلك الرؤية بالرعاية والاهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك منذ مراحل مبكرة من تأسيس الدولة. ويعد فتح أبواب العلم وحتى التعليم العالي منه أمام المرأة مفتاح تحقيق تلك الرؤية التي أثمرت اليوم وفي رحاب عهد التمكين الميمون لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ما نراه من صور مشاركة المرأة الإماراتية أخاها الرجل في مختلف ميادين العمل والإنتاج والتميز والابتكار.
ما تحقق للمرأة اليوم في الإمارات، فاق حتى بعض الدول المتقدمة من حيث نسبة مشاركتها في الحياة البرلمانية وفي الحكومة والتمثيل الدبلوماسي. ولم تكن مشاركة فقط لتحقيق حصة لها في هذه المواقع، وإنما تقديراً لما أظهرت من كفاءة واقتدار، وحضورها الفعال في مختلف مجالات وميادين العمل، بصورة أدهشت العالم.
وعلى الرغم مما تحقق من إنجازات ومكتسبات للمرأة الإماراتية فهي تتطلع للمزيد من القوانين والتشريعات التي تسهم وبقوة في تحقيق الاستقرار الأسري لها، وتقليل اعتمادها على العمالة المنزلية، وفي مقدمة ذلك إجازات الأمومة، والتوسع في نشر الحضانات بمواقع العمل، وقضايا سن التقاعد، وغيرها من المسائل. «أم الامارات» بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة، أكدت أن التمكين واقع وعمل، وليس مجرد خيار أو شعار.