علي العمودي
في مثل هذا الوقت من كل عام، تزداد الفعاليات والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات التي تستضيفها عاصمتنا الحبيبة، وتشكل لوحة جميلة تمتد مع اللوحات الساطعة التي تنبض فرحاً وألقاً وهي تعانق فرحة القلوب باليوم الوطني للإمارات.
وهي فعاليات تعد امتداداً لنشاط لا يتوقف وحركة لا تهدأ لمدينة أبوظبي على مدار العام، وإن كانت خلال هذه الفترة تحديداً تتسارع وتتزايد وتائرها بشكل كبير.
وقبل أيام وعلى هامش استضافة الجولة الأخيرة من سباق «الفورمولا-1»، شهدت جزيرة ياس إقامة العديد من الفعاليات والمناشط، ومن ضمنها حفل فني كبير لمغن أجنبي شهير، فوجئ نفسه بالحشد الجماهيري الهائل الذي جاء لحفله.
وموضوعي ليس حفله، وما أصاب من نجاح، ولكن فيما بعد الحفل.
الكثيرون ممن تابعوا الحفل من غير أصحاب السيارات الخاصة فوجئوا بعدم وجود مواصلات عامة تعود بهم، وأعداد كافية من سيارات الأجرة أو حافلات النقل العام التي يفترض أن تكون متوافرة على مدار الساعة، وبالذات عند وجود أحداث وفعاليات ضخمة بمثل هذا الحضور الجماهيري الكبير.
مشهد يدل على عدم التنسيق وغياب التكامل بين الجهات المعنية بإقامة مثل هذه الفعاليات، خاصة وأن البعض منها يعتبر نفسه غير معني بمتابعة كفاءة استعدادات طالما أن المنظم الرئيسي لها شركة خاصة. متناسين حقيقة التكامل الذي تؤكد وتدعو إليه الدولة بين القطاعين العام والخاص، فهدف الترويج والعائد منه يعم الجميع، وفي صالح الجميع.
أتمنى أن يكون درس السبت الماضي في جزيرة ياس بعد انتهاء ذلك الحفل الفني حاضراً أمام الجهات المعنية بالترويج لمنع تكراره، ولأجل أن تكون الاستعدادات متكاملة بتوفير الدعم اللوجستي الكافي للفعاليات الجماهيرية الكبيرة. استعدادات تتضافر معها كل الجهود لمتابعة الأمور المتعلقة بإنجاح هذا الحدث أو ذاك الحدث من ”الألف” إلى ”الياء”.
كما أن فضائياتنا مدعوة للمشاركة في تغطية فعاليات، تجسد مكانة أبوظبي والإمارات إجمالاً في سماء صناعة الترفيه والسياحة والمعارض والمؤتمرات الدولية، بدلاً من تلويث ذائقتنا الفنية بالأعمال المعلبة، بينما على بعد أمتار قليلة من عدساتها فعاليات تجتذب آلاف الزوار من داخل الدولة وخارجها لينعموا معنا بأجواء ومظاهر الفرح الدائم في وطن الإنجازات.