علي العمودي
فقدت الإمارات أمس الأول أحد أبنائها البررة بالرحيل المفاجئ لمحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي.
كان رحيله صدمة لكل من عرفه واقترب منه، فقد كان أخاً وصديقاً للجميع، ولكنها مشيئة الله التي لا نقول معها إلا كما يقول الصابرون ”إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وما إن انتشر الخبر المفجع حتى تدفقت جموع البشر باتجاه المنطقة الغربية التي احتضن ثراها الفقيد في رحلته الأخيرة، لتحمله على الأعناق إلى مثواه الأخير وتقف إلى جوار أهله ومحبيه هناك في تلك الربوع التي اعتاد التردد عليها في رحلات مكوكية شبه يومية، متابعاً ومشرفاً على أنشطتها وفعالياتها التراثية من مزاينات للإبل في الظفرة وبينونة وغيرهما من المناطق، وحتى مهرجانات الرطب في ليوا.
ومن يتأمل سيرة رجل بحجم محمد خلف المزروعي، يقف إجلالاً وتقديراً لما حققه في سماء الثقافة والتراث الإماراتيين، وبالأخص نجاحه بفضل من الله والدعم الكبير الذي يحظى به من لدن القيادة الرشيدة في تسجيل صنوف وألوان من تراث الإمارات ضمن التراث الإنساني العالمي، وبصماته المشهودة أثناء قيادته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في إثراء الحراك الثقافي والفني في أبوظبي، من مهرجانات وفعاليات شعرية وأدبية وفنية، في مقدمتها المشاركة في إطلاق جائزة الشيخ زايد للكتاب أكبر وأرفع الجوائز على الإطلاق، وبرنامجي «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» ومهرجان أبوظبي للسينما وغيرها من الفعاليات التي ارتبطت بأبوظبي، وهي تتحول منارة ومنصة لإحداث ثقافية عالمية ترسخ رؤية قيادة وطن تحرص على بناء جسور من التفاهم والتلاقح الحضاري، باعتباره من ركائز التسامح والتعايش الإنساني. وقد حظينا في جريدة «الاتحاد» بالعمل بالقرب منه خلال فترة توليه رئاسة مجلس شركة أبوظبي للإعلام.
وإلى جانب ذلك كان أبو خلف قامة مشهوداً لها في العمل الوطني، ونستذكر صولاته وجولاته عندما انتفض مع الوطن بأسره في وجه تلك الحفنة من الذين توهموا القدرة في التطاول على الوطن، فكانت حملته المشهودة تحت شعار ”كلنا خليفة” و”إلا الإمارات”.
رحم الله أبا خلف رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه وجميع محبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.