علي العمودي
قبل أيام حل ضيفاً على العاصمة وزير خارجية كندا جون بيرد، وأجريت معه لقاء صحفياً نشرته «الاتحاد»، وأكثر ما استوقفني فيه تصميم بلاده على المشاركة بقوة في الحرب العالمية على الإرهاب، والتي وصفها بأنها «معركة العالم المتحضر». كندا التي كانت تعتقد أنها بعيدة عن الإرهاب، وجدته فجأة يطرق أبوابها، وأين؟ في عقر البرلمان الذي لطالما مثل روح «بلاد الصنوبر» وقيم التعايش والانفتاح والتسامح فيها لما يزيد على مئتي عام في تلك البقعة التي يعوض فيها دفء المشاعر عن زمهرير الشتاء الدائم.
كانت كندا تفتح الأبواب على مصراعيها، وتستقبل مئات الآلاف من الفارين من الحروب والنزاعات والتهميش والأذى العنصري والتمييز العقدي. وفي مقدمة من آوت أولئك الأفاعي المتاجرين بالدين الإسلامي الذين كعادتهم يعضون كل يد تمتد لهم. كان ذلك الهجوم على مبنى البرلمان الكندي الشهر الماضي في اوتاوا بمثابة «تسونامي»، كما الذي ضرب الجارة الكبرى في 11 سبتمبر 2001.
واليوم عندما تعتمد الإمارات قائمة المنظمات الإرهابية، التي تضم 85 تنظيماً إرهابياً، فإنما للتأكيد على استمرارية «معركة العالم الحر» في هذه الحرب المفروضة عليه، وهي تهدف لتقويض حضارته ونمط معيشته.
وفي الوقت ذاته، الانفتاح الشفاف على شرائح المجتمع كافة لتوعية أفراده بخطورة تلك التنظيمات والمندسين من عناصرها، مما يتطلب اليقظة التامة والعالية والواعية لما يخططون له.
تلك التنظيمات المحلية والإقليمية وفي بقية مناطق العالم في مجتمعات عانت منهم الأمرين، وهم يقلبون لها ظهر المجن بالتآمر والسعي للإطاحة بأنظمتها الحاكمة، وتزيين الفوضى وشرعنة القتل على الهوية والمذهب والترويج للخراب حيثما حلوا من أفغانستان «طالبان» وحتى «بوكو حرام» نيجيريا، وما بينهما.
القائمة التي اعتمدها مجلس الوزراء لتلك التنظيمات الإرهابية، أمانة في عنق كل فرد في هذا المجتمع، ورسالة لكل من يعنيه أمن الإمارات، ليكون عند مستوى المسؤولية لحماية أبنائه وأسرته والوطن، مما يعد له المتاجرون بالدين والشعارات، ممن اختطفوا الدين، وجعلوه مطية لمؤامراتهم ودسائسهم، ورخصة للقتل والدمار والخراب. اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد العالمين، ورد عنا كيد الكائدين وشر الحاقدين.