علي العمودي
عمل في منتهى الخسة والوحشية والندالة ما أقدمت عليه بحق شهيد الأردن والأمة الطيار معاذ الكساسبة رحمه الله. تلك الشرذمة الإرهابية الشريرة من قرامطة وبرابرة العصر، الشرذمة «الداعشية» التي تفلت عيار تطرفها وجنونه بصورة غير مسبوقة.
وبحجم ألمنا بما ألم بالشهيد وأهلنا في الأردن الشقيق، كان ألمنا أكبر بارتكاب هذا الفعل الإجرامي البشع باسم ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة مهداة للناس كافة.
استنكار وتنديد أبناء الإمارات الواسع بهذا العمل القبيح عبر عن وقفتهم وتضامنهم مع أهلنا في الأردن، فالمصاب مصابنا، والشهيد شهيدنا، وشهيد كل الشرفاء الذين يقفون في خندق واحد للتصدي للإرهاب والتطرف، ورموزه وأدواته في كل مكان. وفي مقدمتهم «الدواعش» قرامطة العصر الذين لا يختلفون عن أسلافهم ممن سفكوا دماء المسلمين عند عتبات الكعبة المشرفة، وغمروا بيت الله الحرام وساحاته بالدم، وعاثوا فساداً ونهبا وتدميراً في كل مكان.
الجريمة النكراء لن تزيد شرفاء العالم، والمسلمين تحديدا، إلا إصرارا على اجتثاث الإرهاب وقطع دابر تنظيماته، ومن انضوى تحت لوائها من الملتاثين الذين تدفقوا نحو بؤر وجحور الإرهاب في مناطق مختلفة من عالمنا العربي والإسلامي. وتدفعنا لتوحيد الجهود ورص الصفوف للتصدي العسكري والأمني لآفة تهدد وجودنا الحضاري والإنساني.
وبذات القدر من الحزم الأمني والعسكري في المواجهة، تقع مسؤولية عظيمة على علماء الدين ومربيي الأجيال في التصدي لهذا الفكر المتطرف الذي ينتشر كالوباء، ويستغل مروجوه ظروفا محبطة يمر بها البعض لتجنيد ضحاياهم وغسل أدمغتهم، لنراهم بعد ذلك، وقد تجردوا من كل ما يمت للبشرية والإنسانية بصلة. ونشاهد تعاطف البعض معهم، ووجدنا هناك من يبتهج لهم ولجرائمهم الوحشية ويتلمس لهم الأعذار والمبررات.
لقد كان للموقف المتردد للمجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة والغرب في التصدي مبكرا لهذه البؤر الإرهابية دوره في تفاقمها وانتشارها كخلايا سرطانية تتطلب سرعة الاستئصال، الأمر الذي يتطلب استراتيجية جديدة تناسب مرحلة ظهور الدواعش.
الشهيد معاذ صافي الكساسبة حيا يرزق عند ربه، وخالص المواساة لأهلنا في الأردن. الخزي والعار للمجرمين القتلة أعداء الحياة والإنسانية.