علي العمودي
غير بعيد عن المسؤوليات التي وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمام القيادات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية خلال لقاء سموه بهم مؤخراً، وما شدد عليه من أدوار ومسؤوليات - كما أشرنا بالأمس- انطلقت في العاصمة قمة أبوظبي للإعلام بتنظيم من هيئة المنطقة الإعلامية المعروفة اختصاراً بـ«تو فور 54»، وهو المنتدى العالمي الذي يتواصل في دورته الخامسة، وبمشاركة محلية وإقليمية وعالمية قوية.
كما أنه يحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة، وهي تعول على الإعلام ودوره في مختلف مراحل البناء الوطني المتعددة.
كان حديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تأكيداً على دور أهل الكلمة وأصحاب الرأي في صياغة وتشكيل الأجيال، بالتوجيه السليم وتعزيز الوحدة الوطنية، بالتركيز على القواسم المشتركة، وكل ما يوحد الصف ويرص الطاقات ويشحذ الهمم.
والابتعاد عن ما يثير الفتن، والضغائن ويزرع الشقاق. مذكراً الجميع بهذه المسؤوليات والأمانة العظيمة.
واليوم عندما تطرح قمة أبوظبي للإعلام أهمية الاعتناء بجوهر الرسالة الإعلامية من حيث المحتوى والتقنيات الجديدة، فإنها رسالة كذلك للذين ينظرون للإعلام وكوادره على أنه في حالة تسابق ولهث على تقاسم الكعكة الإعلانية على حساب المحتوى، وما إذا كان يتناغم مع جهود الدولة هنا وهناك لصون أجيال الحاضر والمستقبل.
وفي ماراثون التسابق هذا غمرتنا الفضائيات الخاصة، والتي جارتها بعض الفضائيات التابعة للدوائر والجهات الإعلامية، غمرتنا بسيل لا آخر له من الأعمال التي تقوض ثوابت الأسرة وقيمها وعاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة.
وجدتنا كيف تقدم لنا الأسرة الخليجية والعربية مهلهلة مفككة، تعصف بها الخيانات وادمان المخدرات ومعاقرة المسكرات.
كما اجتاحتنا تحت شعار«الربحية» موجات لا تنقطع من المسلسلات التركية والمكسيكية تزين وتروج لممارسات لا تمت لمجتمعاتنا من قريب أو بعيد، وبصورة لفتت حتى أنظار الأطفال الصغار، وهم يتساءلون ببراءة عما يرون أمامهم ويقتحم بيوتهم عنوة. وكذلك المجلات النسائية الخليجية أصبحت تفرد صفحات لتلك الأخبار المقززة عن مغامرات كيم كاردشيان وشقيقاتها.
من جديد نتمنى أن يكون المحتوى البناء أمام هذه القيادات الإعلامية لأجل بناء أجيال الغد.