أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

 صوت الإمارات -

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية

حازم صاغية
حازم صاغية

1- لم تعد السلطة في لبنان مجرد سلطة «نهب» أو «محاصصة» أو «طائفية»، أو أي من الصفات المألوفة. بعد الكارثة الأخيرة، صارت سلطة عدوان على الطبيعة نفسها. صارت وحشاً بلا ضوابط.
ففضلاً عن الذين قُتلوا، وفُقدوا، وهُجّروا بسبب تدمير بيوتهم، والذين خسروا مصادر رزقهم، تمكّنت المصيبة من إحداث أفعال جيولوجية ترمز إليها تعابير كـ«الإزالة» أو «المحو» أو «الاجتثاث».
«هيروشيما لبنان»، «تشيرنوبيل لبنان»: هذه تعابير تداولها بعض الإعلام العالمي.
نعرف أنّ أفعال «الإزالة» لها سوابق في هذا البلد، كنشاط الكسّارات في الجبال، وسرقة الرمول من الشواطئ. هذه المرّة، انتقلنا من المذابح المتفرّقة للطبيعة، من بوغروماتها، إلى مجزرة إبادتها، إلى هولوكوستها.
أحياءٌ بكاملها صارت أطلالاً. بلدٌ صار بلا عاصمة. عاصمة بحريّة وتجاريّة صارت بلا مرفأ...
نعرف أنّ في وسع الطبيعة حين تصاب بالجنون أن تدمّر نفسها. تاريخ بيروت القديمة يخبرنا أنّ زلزالاً ضخماً دمّر، في أواسط القرن السادس للميلاد، مدرسة الحقوق الرومانية فيها.
نعرف أيضاً أنّ الحروب الضارية تقضم المدن، أو أجزاء منها. الحرب العالمية الثانية خصوصاً اشتُهرت بهذه المهمّة. مؤخّراً رأينا بشار الأسد ومعلميه الروس يتفنّنون في استئصال حلب...
السلطة في لبنان جمعت بين جنون الطبيعة حين تجنّ وضراوة الحروب المطلقة. وهي حين تواجه مواطنيها مسلّحة بهاتين الصفتين لا تكون تعلن إلا كراهيّتها واحتقارها لهم. فبالنسبة إليها، هم بشر فائضون عن الحاجة قابلون للاستغناء عنهم وعن عالمهم.
المدهش، في هذا كلّه، أنّ المرتكبين هؤلاء ليسوا دولة إمبراطورية، أو سلطة توتاليتارية، أو حكّاماً موصوفين بالكاريزما أو البطولية ممّن يحترفون أفعالاً كهذه. إنّهم التفاهة الخالصة والعاديّة المحض. مع هذا، فقد سبق أن نجوا من ثورة أنزلت مئات الآلاف إلى الشارع، وقد ينجون اليوم، رغم الكارثة الفظيعة الراهنة. هذا مدعاة لتفكير كثير، ولتشاؤم تاريخي أكثر.
2- كان مُهيناً لحكّام لبنان أن يتعامل معهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالطريقة التي عاملهم فيها. أن يميّز غير مرّة بين الشعب والسلطة. بين ألم المحكومين وفساد الحكّام. أن يقول إنّ لقاءه بالرسميّين أوجبته «اللياقة» لا غير، وأن يؤكّد على أن مساعدات بلده للبنان لن تذهب إلى أيدي الفاسدين.
هؤلاء الفاسدون لم يفعلوا إلا المصادقة على كلامه حين امتنعوا جميعاً عن الاستقالة، وانشغل بعضهم بمكافحة «التطاول» على أسمائهم ورموزهم الكريهة، ثمّ ردّوا برفض المعونات الطبية الفرنسية!
والحال أنّ هذا الانفصال بين الحاكم والمحكوم معروف للبنانيين، أو لكثيرين منهم. لكنْ حين تعتمده دبلوماسيّة دولة كفرنسا، وعلى لسان رئيسها، فهذا ما يضاعف الإهانة. لكنّ الإهانة لا تكتمل إلاّ حين يشعر المهان بأنّه مهان. هذا ما لا يحصل في لبنان.
3- عبّر كثيرون من اللبنانيين، خصوصاً ممّن استقبلوا ماكرون في الشارع، عن رغبتهم في عودة الانتداب الفرنسي. جاء هذا الإعلان، المقرون بشتم الحكّام، بعد قرن على نشأة «لبنان الكبير» و77 عاماً على استقلاله.
هذا التمنّي غير واقعي، أقلّه لأن الانتدابات والاستعمارات انتهت. لكن تجربة اللبنانيين، وشعوب كثيرة في «العالم الثالث»، تسمح بإضافة كلمة «للأسف» إلى كلمة «انتهت». الاستقلالات وأفعال التحرّر جميعها، وكما تبيّن التجارب التي لا تُحصى، ليست كافية بذاتها لأن تبرّر نفسها وصلاحها. يلزمها شيء آخر.
في لبنان تحديداً، اعتقد بعضنا أننا توصّلنا بعد حرب 1958 الصغرى إلى نهاية سعيدة هي الشهابية، ثم توصّلنا بعد حرب 1975 - 1989 إلى نهاية سعيدة هي الإعمار. النهايتان لم تكونا سعيدتين. إحلال السعادة هو ما يفوق طاقتنا على ما يبدو، تماماً كما يفوق طاقتنا أن نكافح الفساد أو أن نقيم قضاءً يُعتدّ بأحكامه أو... أن نغيّر حكّامنا بأنفسنا.
4- حسن نصر الله خاطبنا مرّة أخرى. لكنّ الأمين العام قدّم السلطة السياسية بوصفها بريئة حتى الآن، وأنها باتت معرضة لامتحان أول قد تفشل فيه وقد تنجح. هكذا تذكرنا مجدداً ما كنّا اختبرناه مع ثورة تشرين من أنّ حزبه هو، في آخر المطاف، حامي تلك السلطة. أما المظلومية التي نسبها إلى حزبه واستهجنها وأدانها فلم تستوقفه أسبابها. ذاك أنّ المقاتلين هم الذين تحوم حولهم الشكوك عند حصول انفجار، صغيراً كان أم كبيراً، وقبل تبيّن أسبابه. السلاح متّهم دائماً بالخراب. هكذا يفكّر الناس بأكثريتهم، وهذا ما يحسّونه. أقلية صغيرة جداً قد تميل إلى اتهام «حزب الكتلة الوطنية» أو «حزب الطاشناق».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية أربع ملاحظات على هامش الكارثة اللبنانية



GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب ورئاسته - ٢

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات عن الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أبيات من شعر العرب اخترتها للقارئ

GMT 16:36 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!

GMT 16:31 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إثيوبيا وسؤال السيناريو الليبي!

GMT 09:37 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تطبيقات أندرويد وios تسرب بيانات المستخدمين

GMT 05:42 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المنامة يواصل صفقاته ويتعاقد مع سلمان عيسى

GMT 19:56 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

جوليا جورجيس تفتتح 2018 بالفوز ببطولة أوكلاند

GMT 16:29 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

النجمة التركية هازال كايا تتمنى العمل في عالم بوليوود

GMT 16:42 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"آبل" تُجهّز لإطلاق نظارت الواقع الافتراضي في عام 2020

GMT 16:25 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

"الزمالك" المصري يبدي رغبته في ضم "عموري"

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 18:24 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

10 معلومات لم تسمعوا بها سابقاً عن "الجينز"

GMT 14:55 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نشطاء يُهاجمون فريال مخدوم لظهورها بملابس كاشفة

GMT 08:12 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة يحسم صدارته للمجموعة الثانية في "دوري الأبطال

GMT 13:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز "مشغولة" بتصوير مَشاهدها في "كازابلانكا"

GMT 23:28 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

40 تطبيق ولعبة متاحة مجّانًا لفترة محدودة على أندرويد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates