النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»

النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»

 صوت الإمارات -

النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»

حازم صاغية
حازم صاغية

مرّة بعد مرّة يداهمنا التحليل التالي: كان «حزب الله» مقاومة ثمّ انقلب إلى شيء آخر. كان خيراً محضاً ثمّ انقلب شرّاً محضاً.

تاريخ الانقلاب هذا يردّه البعض إلى 2008. لحظة الانقضاض المسلّح على بيروت، ويردّه البعض الآخر إلى 2012 – 2013 عندما تدخّل الحزب في سوريّا.

هذا التحليل خرافي في أحسن الأحوال، خصوصاً أنّه بمثابة طريقة في النظر إلى تطوّرات وأحداث كبرى سابقة، من دون أن يفضي تكرارها المدهش إلى أي مراجعة، وهذا، بدوره، من سمات الوعي الخرافيّ.

مثلاً، قبل «حزب الله»، كانت المقاومة الجزائريّة مفخرة العرب والمسلمين، لكنّ نظام بن بلّه – بومدين الأمني والديكتاتوري هو ما نجم عن انتصارها. وحدة مصر وسورّيا في 1958 كانت أهمّ إنجازات تاريخنا الحديث، لكنّ الاستبداد الناصري ما لبث أن حلّ على سوريّا. الناصريّة كانت أروع أفعالنا، لكنّ هزيمة 1967 المدوّية شكّلت خاتمتها البائسة. المقاومة الفلسطينيّة كانت أهمّ يقظات تاريخنا، لكنّها أفضت إلى حربين أهليّتين في الأردن ولبنان ثمّ إلى فجيعة 1982.

الأمثلة كثيرة، وهي تتعدّى التاريخ العربي الحديث إلى التاريخ العالمي الحديث مقروءاً بعين خرافيّة: ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1917 الروسيّة كانت الفاتحة المجيدة للقرن العشرين، لكنّ الستالينيّة ما لبثت أن ظهرت واستولت على روسيا.

هذه النظرة تشبه بيت شعر من شطرين: في الشطر الأوّل، يعلن القائل أنّه لا يزال على وفائه للمبادئ (ثورة، مقاومة، اشتراكيّة إلخ...) وأنّه لم يتزحزح عنها. في الشطر الثاني، يعلن بؤس الأقدار التي آلت بنا إلى ما آلت.

فيما خصّ «حزب الله» تحديداً، لن يكون من الصعب دحض هذا التحليل الخرافيّ، واكتشاف أنّ «شرّ» الطور الثاني كان كامناً في «خير» الطور الأوّل. أمّا اجتياح بيروت في 2008 والتدخّل، بعد 4 سنوات، في سوريّا، فلم يكونا سوى لحظتي تتويج لما بدأ مع التأسيس في 1982.

فلنراجع هذا التأسيس قليلاً علّنا نكتشف «الخير»: الحزب، وهو ما لم يعد سرّاً، وُلد في السفارة الإيرانيّة في دمشق حين كان علي أكبر محتشمي هو السفير. ومنذ البداية، ضمّ أفراداً من لون مذهبي واحد، وتولّى قيادته رجال دين تطبيقاً لمبدأ «ولاية الفقيه» الخمينيّ. وهو مثّل انشقاقاً، مَرعيّاً من طهران ودمشق، عن النيات التسوويّة التي أظهرتها قيادات شيعيّة لبنانيّة أخرى. ومنذ أيّامه الأولى، ربط لبنان بالحرب العراقيّة – الإيرانيّة اغتيالاتٍ ونسفاً وخطفاً للأجانب، كما دعا إلى إقامة «جمهوريّة إسلاميّة» في لبنان قبل التخلّي عنها لاحقاً.

في حالة بلد مؤلّف من 18 طائفة، لا يعني حزب كهذا غير تدمير البلد نهائيّاً. إنّه شرّ محض.

في المقابل: التحليل الذي يركّز على مقاومة الشطر الأوّل، ولا تستوقفه العوامل المذكورة أعلاه، لا يكون يعلن إلاّ شيئاً واحداً: إنّ أمر لبنان وسلمه الأهلي لا يعنينا. المهمّ: مقاومة إسرائيل. وهذا إنّما يضيف إلى خرافيّة تلك المقاومة خرافيّة أخرى تتعلّق بخطّتها: ذاك أنّ المنطق البسيط يكفي لتعليمنا أنّ إضعاف لبنان إلى هذا الحدّ لا يؤدّي إلى مقاومة ناجحة لإسرائيل. بإضعاف ممنهج كهذا تغدو مقاومة إمارة ليختنشتاين أمراً صعباً.

والحال، إذا وضعنا المبالغات جانباً، أنّ الحزب نجح في تفكيك لبنان أكثر كثيراً مما نجح في تحرير الأرض اللبنانيّة من إسرائيل. دعْ جانباً تحرير فلسطين والصلاة في الأقصى!
حرصاً على الدقّة، ينبغي التذكير بالعوامل الأخرى التي أسهمت، إلى جانب الحزب، في التحرير: في حملته الانتخابيّة في مارس (آذار) 1999 تعهد إيهود باراك بانسحاب أحادي من لبنان، مستجيباً لرغبة الرأي العامّ الإسرائيليّ. قتلى إسرائيل على يد «حزب الله» كانوا مؤثّرين من غير شكّ، لكنّهم لم يتجاوزوا الـ800 قتيل على مدى 18 عاماً (1982 – 2000). ضحايا حوادث السير في الدولة العبريّة كانوا دائماً أكثر بكثير. على أي حال، فبوصول باراك إلى رئاسة الحكومة، نفّذ الانسحاب بأسرع مما وعد وطبّق القرار 425. تمّ ذلك في 24 مايو (أيار) 2000.

انتصارات «حزب الله» الكبرى كانت في مكان آخر: في شلّه الحياة السياسيّة اللبنانيّة وإرعابها ابتداءً بـ2005. فلنفكّر للحظة في هذه الحقيقة الرهيبة: يتحدّث أحد بنود «اتفاق الدوحة» الذي تلا اجتياح بيروت في 2008، عن:

«تعهد الأطراف بحظر اللجوء إلى استخدام السلاح أو العنف أو الاحتكام إليه»، فيما «حزب الله» الطرف الوحيد الذي يملك السلاح ويستخدمه ويحتكم إليه.
وبالطبع انتصر الحزب في انتزاعه قرار الحرب والسلم من يد الدولة، لا لكي يحرّر فلسطين، بل لكي يغزو سوريّا ويوطّد فيها نظاماً تابعاً لإيران!
نظريّة «كان خيراً وانقلب شرّاً» نظريّة خرقاء. لقد وُلد شرّاً، واليومَ يشيب على ما شبّ عليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله» النظريّة الخرقاء في فهم «حزب الله»



GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب ورئاسته - ٢

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات عن الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أبيات من شعر العرب اخترتها للقارئ

GMT 16:36 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!

GMT 16:31 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إثيوبيا وسؤال السيناريو الليبي!

GMT 21:44 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الأسد

GMT 17:57 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 09:17 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 20:40 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 15:40 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

دراسة: النساء أكثر ذكاءًا من الرجال

GMT 02:31 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فراس سعيد يبدأ تصوير دوره في مسلسل "كأنه امبارح"

GMT 07:56 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"أوفيليا" إعصار رهيب يقترب من بريطانيا

GMT 20:17 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"يلّايلّا" مطاعم لبنانية مميزة تشتهر في العالم الغربي

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

أهم المعلومات و الاماكن السياحية في جزر فيجي 2020

GMT 09:34 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هاشتاغ «الشعراوي فوق أبو النجا» يتصدر تويتر

GMT 23:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصابيح الـ LED تعكس هوية سيارة هيونداي ازيرا 2021

GMT 04:42 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الفروسية يشارك في مهرجان مسقط بثلاث مسابقات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates