عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى...

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى...

 صوت الإمارات -

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى...
بقلم - حازم صاغية

في 2006، حين نشبت في العراق الحرب الأهلية، السنية – الشيعية، خاضها 268 تنظيماً مسلحاً، بعضها ولد معها، وبعضها سبقها إلى الولادة. هذه أسماء بعض تلك التنظيمات: جيش المهدي، جيش المختار، حزب الفضيلة، عصبة الهدى، جند السماء، عصائب أهل الحق، حركة ثأر الله، لجنة القصاص العادل، قوات القدس، كتائب الزلزال، كتائب ثورة العشرين، حركة التوحيد والجهاد، تنظيم القاعدة، جيش محمد، جيش أهل السنة والجماعة، جيش الفاتحين، أنصار الشريعة، سرايا الغضب، كتائب الحق المبين، أنصار ابن تيمية، جيش العزة والكرامة، لواء الغضب الإسلامي، جيش عمر بن الخطاب...

انتهت تلك الحرب وشهد العراق تطورات كثيرة إلى أن نشأ تنظيم «داعش» واستولى، عام 2014، على مدينة الموصل. آنذاك تشكل «الحشد الشعبي» بعد فتوى أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

الألوية العسكرية التي اجتمعت تحت مسمى «الحشد الشعبي» تعد بالعشرات. هذه أسماء بعضها: لواء الإمام محمد الجواد. فرقة الإمام علي القتالية. تشكيل الكرار. كتائب جند الإمام. لواء المنتظر. سرايا عاشوراء. لواء كربلاء. لواء علي الأكبر. حركة النجباء. كتائب سيد الشهداء. كتائب الإمام علي. عصائب أهل الحق. لواء أنصار المرجعية. كتائب حزب الله. لواء الحسين...

بالطبع، كان لا بد من تزيين «الحشد» بفصائل سنية وأخرى من أبناء الأقليات. هذا ما ظن أنه يزيح الطابع الشيعي عن «الحشد» ويمنحه لوناً وطنياً عابراً للمذاهب. لكن هيهات! فـ«الحشد» الذي انشق مؤخراً، كان يضم 67 فصيلاً شيعياً، 44 منها يقلد علي خامنئي و17 يقلد السيستاني. الفصائل الأولى، التي تعتنق «ولاية الفقيه»، باتت تعرف بـ«الحشد الولائي». الفصائل الثانية تعرف بـ«فصائل العتبات المقدسة» وفي عدادها «فرقة العباس» و«لواء علي الأكبر» و«فرقة الإمام علي» و«لواء أنصار المرجعية»...

العراق ليس وحده في هذا، وإن كان الأبرز فيه. يمكن العثور على شيء مشابه في سوريا: في أسماء تنظيمات الشبيحة التي تساند «الجيش الباسل»، وتلك الألوية التي انحل إليها ذاك الجيش، وطبعاً في أسماء التنظيمات التكفيرية التي انتعشت بعد تصفية الثورة السلمية بعدما ساهمت هي نفسها في تلك التصفية.

من يقرأ أسماء تلك التنظيمات يلاحظ أمراً طاغياً: إنه العودة إلى الطائفة والمذهب في تأويلهما الأشد ضيقاً وأبرشية، وإلى صورة نقية ونرجسية عن ذات أولى لا تطيق الاحتكاك بذات أخرى أو بدولة أو بتنظيم اجتماعي. الذات الأخرى عدو حتمي.

كثرة تلك التنظيمات يكاد يبدو معها أن تصوراتنا لم تعد تتسع لمعان أخرى، وأن لغتنا نفسها لم تعد تتسع لمصطلحات أخرى. إننا لا نملك، والحال هذه، إلا هذا «التراث» الصغير المنكمش والمتضائل إنما المصحوب بمزاعم كبرى، تحريرية أو تغييرية، تلزمها جيوش إمبراطورية.

ولسوف يظهر دائماً من يحمل الدين هذه المسؤولية. لكن المصالح الاقتصادية التي توفرها تلك التنظيمات تقطع بأولوية الطائفية، في وعيها وسلوكها المافيويين، على الدين ورسالته. وأغلب الظن أن مدى التفتت الذي يعكسه قيام تلك التنظيمات يشبه تعدد الآلهة أكثر كثيراً مما يشبه الدين التوحيدي، أي دين توحيدي.

ولسوف يظهر أيضاً ودائماً من استقالت رؤوسهم فردوا تلك الظاهرات إلى أفعال مشبوهة نفذها «زرق العيون»، يتصدرها بالطبع الاحتلال الأميركي للعراق، أو ألاعيب الصهاينة التي لا تكل، أو أفعال «الشيطان الأكبر». هؤلاء نحتاجهم دائماً كي نبلور النكوص إلى ذات أولى.

والحال أن الصورة هذه تزدهي بألوان أخرى نقع عليها في عموم المنطقة. فاليوم ثمة لبنانيون ومصريون، وعرب وأكراد، يرجعون إلى ما قبل الفتح الإسلامي ظانين أنهم يستعيدون التواريخ والولاءات التي أراد ذاك الفتح أن يطويها. وثمة، في المقابل، إسلاميون يضيقون التاريخ ويخنقونه بحيث لا يطبق إلا على صدور أبنائه وعلى عقول ورثته. وهذا فيما المفتون بالزمن الإمبراطوري، الرئيس رجب طيب إردوغان، يخوض بعض حروبه بالقصائد القديمة التي ترسم حدوداً وتعترض على حدود.

وليس بلا معنى أن يزداد هذا العناق للذات الأولى مع أوضاع الحروب والتوتر والنزاع التي تصدع الاجتماع وتصدع معه العقلين العام والفردي.

الحقيقة أننا، لا سيما في المشرق العربي، نعيش في طور يصعب وصفه بغير الانحطاط والتذرر. معظم أسباب ذلك من صنع أيدينا، إما عبر الأنظمة السياسية أو عبر التراكيب المجتمعية والثقافية التي شئنا أن لا نسائلها. لكن لن يكون من المبالغة القول إن التطور النوعي الأكبر الذي عزز هذه الوجهة من خارجها كان لعنة الثورة الخمينية عام 1979. لقد كان نداء هذه الثورة، وعلى الأصعدة جميعاً، «إلى الوراء در». وأول هذا «الوراء» رسم العالم ساحة دائمة للحرب والعداوة، لا ينمو في قحطها إلا ورم النرجسيات المنتفخة والمعززة بالصواريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 21:44 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الأسد

GMT 17:57 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 09:17 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 20:40 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 15:40 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

دراسة: النساء أكثر ذكاءًا من الرجال

GMT 02:31 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فراس سعيد يبدأ تصوير دوره في مسلسل "كأنه امبارح"

GMT 07:56 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"أوفيليا" إعصار رهيب يقترب من بريطانيا

GMT 20:17 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"يلّايلّا" مطاعم لبنانية مميزة تشتهر في العالم الغربي

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

أهم المعلومات و الاماكن السياحية في جزر فيجي 2020

GMT 09:34 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هاشتاغ «الشعراوي فوق أبو النجا» يتصدر تويتر

GMT 23:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصابيح الـ LED تعكس هوية سيارة هيونداي ازيرا 2021
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates