كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها؟

كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها؟

 صوت الإمارات -

كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

حصل لي، أنا المواطن العائد، أن «انسطلت» في عناتا، وأن «تمرمرت» في الرام. لي ذاكرة ما قبل المعابر والجدار، ولناس البلاد ذاكرة ما قبل الاحتلال وما بعد السلطة الوطنية.
في عناتا القرية استوقفني زميلي أحمد عبد الحق، وهو مولود هنا وعائد أوسلوي معنا، كأنني وقفت على خط توقيت «غرينتش» الوهمي لخطوط الطول. قال: هنا عناتا الضفة، وهنا عناتا القدس. لم تعد عناتا كما كانت.
عناتا عريقة في التاريخ، ومثلها الرام، وفي الرام حصل أن «تمرمرت»، لا لأنها كانت أول بيت لي في الجزء المتاح من الوطن، بل لأن هويتي الخضراء الأولى كمواطن، سقطت من جيب قميصي. تفحّصها صاحب دكان، ثم لوّح لي بهويته الزرقاء المقدسية الإسرائيلية.
يستطيع زميلي عبد الناصر النجار أن يحكي أحسن مني عن الرام بعد الاحتلال وبعد أوسلو، فهو من الفالوجة قبل النكبة، وصار لاحقاً من سكان الضفة. يستطيع بسام أبو شريف، القيادي الفصائلي السابق، أن يحكي أحسن مني عن أحوال قريته كفر عقب، وكيف كانت في الحقبة الأردنية، وكيف صارت في الحقبة السلطوية، فقد ولد فيها وإليها عاد بعد أوسلو.
شارع البيرة ـ القدس صار يوصلك إلى معبر قلنديا والجدار، لكنه مقسوم وهمياً، كما خط طول «غرينتش» العالمي، بين فلسطين السلطوية المرتّبة عمرانياً، وبين إطلالة كفر عقب، المعتبرة قدس إسرائيلية ما وراء الجدار.. والفوضوية عمرانياً بأبراجها المتقاربة.
صارت الرام منطقة موصوفة بأنها «باء»، وأقيم فيها استاد فيصل الحسيني، وغالبية ناسها يحملون الهوية الزرقاء، والبعض الآخر يحملون الهوية الخضراء، لكنها بقيت فوضوية العمران في زمني الاحتلال والسلطة الإدارية الفلسطينية.
بقيت جارتها كفر عقب موصوفة بأنها منطقة «سي» ومعظم سكانها يحملون الهوية الزرقاء، وخير من يعبر عن حالتها الغريبة قصة مواطن مقدسي يعمل في القدس وينام في كفر عقب، وفي الصباح يجتاز معبر قلنديا إلى قدس وراء الجدار، وفي المساء يجتازه إلى قدس خارج الجدار، والسبب الفارق في كلفة المعيشة والسكن، والتضييق الإسرائيلي على المقادسة لإجلائهم.
حصل، الأسبوع الماضي، أن شجاراً أو «طوشة عائلية» صارت سابقة في هذا «التنسيق الأمني» المذموم، حيث قامت قوات الأمن الفلسطينية بضبط الحال، بعد تنسيق أمني، وكذا تنسيق طبي، لنقل الموتى والجرحى إما إلى القدس، وإما إلى رام الله.
قبل الجدار والمعابر، وخصوصاً بعد ذلك، تعمل إسرائيل على خطة مزدوجة بعيدة المدى، لتوسيع القدس اليهودية، وفي إجلاء المقادسة عن القدس العتيقة، بدعوى استعادة منازل يهودية كانت قبل النكبة.
التضييق والإجلاء التدريجي يفسران كيف زاد سكان القدس في الرام وفي كفر عقب، وأيضاً إلى حد ما في شعفاط المقسومة بين داخل الجدار وخارجه.
صارت كفر عقب فوضوية العمران والسكن، وقيل إن سكانها يناهزون، الآن، المائة ألف، وتفكر إسرائيل في فرصة للانسحاب من كل قدس خارج الجدار، لتقليل عدد حَمَلَة الهوية الزرقاء من ثلث سكان القدس إلى 20% فقط، أي كما هي حال نسبة الفلسطينيين من رعاياها، الذين تقسمهم إسرائيل إلى مسلمين ومسيحيين ودروز مع ذلك، بينما تعتبرهم القائمة المشتركة فلسطينيين في دولة إسرائيل.
قدس ـ القدس العتيقة هي كيلومتر واحد تتطلع إسرائيل إلى تهويده، كما هوّدت القدس الغربية، وكما تخطط لتهويد القدس الكبرى، بضم الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، وفي ضواحيها: «معاليه أدوميم» و»غوش عتصيون»، ولاحقاً ضم ما يمكن من المنطقة «سي» حيث صار المستوطنون الغالبية السكانية.
دخلنا العقد الثالث من الألفية الثالثة، بينما يقول الميزان الديمغرافي، إن هناك تعادلاً في نسبة عديد الفلسطينيين إلى اليهود الإسرائيليين في هذه «الأرض المقدسة».. المكدّسة، وتصرّ السلطة على عاصمة لها في القدس الشرقية، وتعمل إسرائيل على عاصمة فلسطينية خارج القدس الشرقية. مع ذلك، لا يتحقق شعار إسرائيلي يقول: نحن هنا، وهم هناك لا في القدس الصغيرة ولا في القدس المكبّرة، لا في إسرائيل ولا في فلسطين السلطوية، لا في دولة إسرائيل ولا في دولة فلسطين المعلنة والمزمعة.
حسب خطوط الطول للكرة الأرضية، بدءاً من «غرينتش» الوهمية، فإن فلسطين موحّدة في خط طول، لكن ملأى بخطوط تقسيم وهمية ديمغرافية، وإلى حد ما سياسية وبالذات دينية!
حسب مشروع أوّلي كان لتقسيم فلسطين، كانت رام الله جزءاً من القدس ككيان منفصل، وبعد النكبة كان سكانها أردنيين من حيث الهوية، وبعد الاحتلال كانوا يذهبون إلى القدس للعمل، وبعد أوسلو صار المقادسة يأتون إلى رام الله للسكن والعمل.. ونمرة إسرائيل الصفراء على سياراتهم.
إسرائيل لفظت الرام، فاضطرت السلطة إلى إدارتها، وقد تلفظ إسرائيل مخيم شعفاط، ثم كفر عقب، فتضطر السلطة إلى إدارتهما، أيضاً؟
أين سيصوت المقادسة في الانتخابات الفلسطينية الثالثة؟ ربما ليس في القدس الشرقية، بل في القدس ـ خارج القدس.
فلسطين بسيطة جداً في انسيابها الجغرافي الطولاني، لكن معقّدة جداً: تاريخياً وسياسياً وديمغرافياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها كفر عقب؛ هل للسابقة لواحقها



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates