بقلم ـ أسامة الرنتيسي
من دون واااااال؛…
أقسم بالله العظيم أن هناك من ينتظر جهة ما لتعلن أن جائحة كورونا كذبة عالمية مررها رأسماليون بشعون يريدون إعادة تشكيل العالم، والسيطرة على البشرية بطريقة جديدة.
هكذا إذًا….
فيديو منقول عن محطة OTV ينقلون عن أطباء إيطاليا الذين يفجرون مفاجأة مثلما تقول المذيعة الجميلة فبعد تشريح جثث لمتوفين بسبب الكورونا يوجهون اتهاما لمنظمة الصحة العالمية أنها تعاملت بخديعة مع الفيروس.
وحتى ترتفع درجات المفاجأة يقول التقرير على ألسنة أطباء إيطاليين أنهم خالفوا قانون منظمة الصحة العالمية في قرارها عدم تشريح جثث المتوفين بالكورونا وقاموا بتشريحها ليكتشفوا أن سبب الوفاة بكتيريا تتسبب في تجليط الدم وليس فيروس كورونا.
هذا الفيديو وصلني شخصيا خلال الـ 48 ساعة الماضية أكثر من 35 مرة من جروبات وأصدقاء مقتنعين بما جاء فيه.
الغريب أن هذا الفيديو عمره أكثر من شهر، وفي بداية توزيعه لم يحظ بكل هذا الترويج الحاصل الآن، فما الذي يحصل في العالم؟.
قصة أن يخرج هذا الفيروس كذبة واسعة كثيرا كثيرا، قد يكون مقنعا أكثر أن هناك من ضخم ونفخ كثيرا في تخويف العالم من مخاطر الفيروس، وأن التعامل مع هذه الجائحة تم تسييسها لمآرب في نفوس من يقودون العالم ولمصالحهم، لكن بالضرورة أن العالم تعرض لوباء عنيف قد لا يكون مميتا إلا بنسب ضئيلة لكن لا ينفع معه الاستهتار مهما كان حجم الأرقام متواضعًا.
حكاية المؤامرة الكونية على العالم لم تتوقف لحظة منذ انتشار الفيروس، وقد اقتنع بها كثيرون ومن مستويات علمية كبيرة، لكن لم يستطيعوا أن يثبتوا ذلك أمام افتراضات كثيرة، كما لم تستطع منظمة الصحة العالمية أيضا ان تجاوب عن كل الأسئلة المطروحة عن قصة الوباء، ولا تزال التناقضات وغياب المعلومة الحاسمة سيدة الموقف.
الآن؛ نحن نواجه غولًا إعلاميًا ترويجيًا كبيرًا يتحدث عن موجة جديدة لمرحلة ثانية من الفيروس ويحذر العالم منها ومن تخفيف الإجراءات في مواجهة الوباء، فماذا سيفعل العالم في هذه اللحظة، هل يعود للمربعات الأولى ويكرر قرارات الحجر والحظر والإغلاق، أم يذهب باتجاهات أخرى ويعتمد وسائل المواجهة والوقاية والتباعد الجسدي.
لغة العالم والخبراء تغيّرت الآن في الإجابة عن الأسئلة المحورية، هل نموت من الوباء ام نموت من الفقر؟..والإجابات الآن تركز على أن لا نموت من الفقر لكن علينا أن نبقى مستعدين لمواجهة الفيروس ونحافظ على إجراءات الوقاية والحماية.
الاستخلاص الوحيد الذي لا يستطيع المرء التشكيك فيه ثبت بكل وضوح أن العالم قرية صغيرة، يقودها شخص ما أو جهة ما استطاع/استطاعت أن يفرص/تفرض سلوكا واحدا على العالم في مواجهة الفيروس، من التعقيم وارتداء الكمامة والقفازات والتباعد، ولم يَحْتَجْ كثيرون على هذه الإجراءات، ولهذا تنتعش الأفكار التي تقول إن هناك “شِيفرة معينة وراء هذا الفيروس”.
الدايم الله…….