بقلم ـ أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – باللطافة المعهودة عنه كلها دعا رئيس هيئة صندوق همة وطن عبدالكريم الكباريتي كل قادر إلى ضرورة الاستجابة وتلبية نداء الواجب، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المقتدرين لم يُسهموا بعد، آملا منهم المبادرة بالتبرع للصندوق شعورا منهم بواجبهم الوطني والاجتماعي.دعوة الكباريتي ليست طلقة في الهواء، فهو يعرف جيدا المقتدرين في الاردن ويعرف أكثر من غيره أنهم مقصرين حتى الآن في واجبهم الوطني والاجتماعي.
ما جمعه الصندوق حتى اللحظة نذر يسير من همة الأردنيين، فكيف إذا كان الصندوق “همة وطن” في ظرف لم يمر أبدا على تأريخ الدولة الأردنية.في الأيام الماضية تداعت جهات عديدة، للبحث في وسائل متعددة لدعم جهود الدولة في مواجهة الوباء البشع، حتى وصل الأمر إلى اقتطاعات من الرواتب والتبرع بمبالغ بسيطة هي كل ما يستطيع المرء التبرع به.الآن هناك أصوات تدعو إلى اقتطاع نسب من رواتب الموظفين في القطاع العام على اعتبار أن وجودهم في البيت خفف عنهم تكاليف المواصلات، لم تصل الامور إلى هذا الحد، ونحن نعرف أن رواتب الموظفين بالأصل لا تكفي ربع الشهر عند أكثر العاملين.
طلقة الكباريتي لها ما بعدها، وهي نُحتت بدبلوماسية شديدة الدقة، لكنها حملت كلمة بَعد، وبَعد تفيد أن هناك ما سيتبعها، ولن يبخل المقتدرون على حماية الوطن أولا وحماية أنفسهم وأعمالهم وحياتهم وحياة الأردنيين عموما.الغضب الذي يظهر أحيانا في منشورات بعض الأردنيين على من يملكون الملايين ولم يتقدموا بالتبرع لجهود البلاد في مقاومة الوباء غضب مشروع، لكن من الأفضل أن لا يحتوي هذا الغضب على شتائم وكلمات بذيئة، لأننا في قارب واحد ولن يبخل على وطنه من يستطيع تقديم حتى ولو دينار واحد .
الجهات والمؤسسات والأفراد الذين دعموا صندوق “همة وطن” قد لا يتجاوز عددهم المئة، وآخرون دعموا الصناديق الأخرى، نحن نعرف أن المقتدرين في البلاد أكثر من ذلك بكثير، والمليارات الأردنية في البنوك معروف أصحابها، وهم من خيرة الخيرة في البلاد ولن يبخلوا على حماية الوطن ودعمه في هذه الظروف الصعبة.في لحظة فزعة أردنية عام 1992 لبناء مركز الأمل سابقا (مركز الحسين للسرطان) نظم التلفزيون الأردني تيليثون لدعم المشروع، استمر في بث حي طوال 19 ساعة متواصلة في عمل تلفزيوني نادر قبل أن تغزونا موجة الفضائيات، يومها؛ تبرع الأردنيون بمبلغ تجاوز 19 مليون دينار، عيني ونقدي، جاءت يومها نساء كثيرات يتبرعن بأساورهن الذهبية التي حول معاصمهن.
الدايم الله…