بقلم - أسامة الرنتيسي
لم يبق أمام قائد لواء مكافحة الكورونا الأردني وزير الصحة الدكتور سعد جابر “ليلة الخميس” إلّا أن يتوسّل إلى غير الملتزمين بالتعليمات ويقول لهم: “من شان الله.. أسبوعين فقط وبعدها ينشف الفيروس ويموت”.
هذا الرجاء الحارق جاء على لسان الدكتور جابر بعد أن أعلن ارتفاعًا ملاحظًا في الاصابات وبعد القرار بعزل مدينة اربد عزلا تاما.
لقد دق الوزير صاحب الصوت المميز على عصب مهم في قضية الرجولة عندما قال سوف تضيع الرجولة عندما لا يجد الواحد منّا سريرا لابنه او ابنته لا سمح الله.
أستغرب من اللغة الناعمة التي ما زالت الحكومة تمارسها في ظل وجود قانون دفاع، وعلى ما يبدو توجد فئة قليلة من شعبنا لا يزالون غير مقتنعين كثيرا بفداحة الوباء، ويتعاملون معه باستخفاف كبير، مطلوب من الحكومة ومنا جميعا عدم السماح لسلوكهم أن يسود لأن الفاجعة لا سمح الله سوف تحل بالجميع إن لم نتحصن جيدا بالأسباب ونتعامل بإيجابية مع التعليمات الرسمية.
على الحكومة أن تشد عصبها أكثر، وتحسم قراراتها من دون تردد، ولا تلتفت لأصوات تثير مخاوف من فوضى وتململ من جراء القرارات القاسية، فنحن في أصعب اللحظات، ونسير كل يوم إلى مفترق أزمة تتوسع، لا ينفع معها التهذيب كثيرا، ولغة قد نضطر، ونعيد تقويم قراراتنا.
نحتاج إلى وصفة حاسمة نجابه فيها الفيروس بأقسى الظروف، حتى لو وصلنا إلى منع تجول حقيقي لمدة أسبوعين.
الغريب؛ ان الجميع مقتنعون أن الحكومة ممسكة جيدا بملف مجابهة فيروس الكورونا، ومقتنعون أن المواد التموينية متوفرة وبكثافة حتى نهاية العام، خاصة القمح والمواد الأساسية، فلِمَ إذن التزاحم والتخالط القريب الذي هو فقط مَنفَذْ الفيروس وطريق وصوله إلينا.
بالله العظيم؛ إن كل مظاهر الزحمة والضغط على المحال التجارية ومحال الخُضَر سوف تنتهي خلال 48 ساعة، بعد أن يكون المواطنون جميعهم قد اشتروا كل ما يلزمهم، مع العلم أن هناك النسبة الأكبر من المواطنين، الميسورين وغير الميسورين التزموا بيوتهم منذ اللحظة الأولى لتعليمات الحجر المنزلي ولم يغادروها، وإكتشفوا خلال مكوثهم في البيت إبداعات كانت مخفية عنهم، إذ شاهدنا سيدات مثل الورد وصبايا مثل غصن الياسمين يبدعن في تحضير العجين والخبز والمعجنات والأكلات الأردنية اللذيذة من حواضِر البيت.
بيوتنا عامرة، فلا يجوع قريب منك وأنت قادر على مساعدته، هذه نظرية يؤمن بها الأردنيون كلهم، فَلِمَ الخوف والرهبة من نقص الحاجات، حتى اللعين الدخان بالإمكان تدبيره من الأهل والأصدقاء والجيران ورفاق السوء.
“أسبوعين وينشف الفيروس…” جملة بالله عليكم خلّوها معلقة في رقابنا جميعا حتى لا نقول يوما يا ريت”…..”.
الدايم الله….