أرقد بسلامفلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

أرقد بسلام...فلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح

أرقد بسلام...فلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح

 صوت الإمارات -

أرقد بسلامفلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

يخرج أهالي بلدة بيتا (من أعمال نابلس) عن بكرة أبيهم في تشييع رفات "الجندي الأردني المجهول"، يتقدمهم ضيوف البلدة من خارجها، مدنيون وعسكريون (أردنيون وفلسطينيون)...تشييع مهيب لشهيد كاد يرتقي مرة ثانية، الأولى عندما أعدمه جنود إسرائيليون بدم بارد، بعد أن أحضروه لتخوم البلدة مقيد اليدين ومعصوب العينين وأطلقوا النار عليه من "المسافة صفر"...والثاني، حين كادت بلدوزرات الاستيطان الزاحف، تجرّف ضريحه مثلما تفعل صبح مساء في أرض الفلسطينيون وبيوتهم ومزارعهم، لولا يقظة رجالات القرية وشبانها، وفي مقدمهم الحاج السبعيني رزق الله اقطش.
 
صورة مهيبة أخرى، لامتزاج الدم الفلسطيني بالدم الأردني...صورة لوفاء الفلسطينيين الذين لا حدود لوفائهم لكل من شاركهم التضحية والفداء في سبيل الأرض والعرض والمقدسات...صورة مجيدة أخرى، من صور البذل والتضحية التي سجلها أردنيون كثر، على تراب فلسطين، كل فلسطين، بشهادة عشرات المواقع المتناثرة لجثامين شهدائهم، المعلوم منهم والمجهول.
 
لم يحظ "الشهيد الأردني المجهول" بمراسم تشييع لائقة، عندما استقر لأول مرة في حفرة الأبدية...يومها كانت الناس في "نكسة"، والفوضى سيدة الموقف، وكانت العصابات المسلحة الإسرائيلية تعيث في الأرض قتلاً وإعداما، وكان القتلة بدم بارد، يوزعون جثث ضحاياهم على الوديان ومساقط السيول، بعد أن يتأكدوا من مصادرة كافة الأوراق الثبوتية لأصحابها...لهم تاريخ طويل في إخفاء الجثث وتشويهها، بعد أن زرعوا الأرض بـ"مقابر الأرقام"، وبوجود 66 جثمان لشهيد فلسطيني طاهر، ما زالت قيد الأسر والاحتجاز، يمنع أهلها وذوها من مواراتها الثرى، كسائر خلق الله.
 
"لا يضير الشاة سلخها بعد الذبح" عبارة قالتها "ذات النطاقين" لابنها عبد الله بن الزبير قبل أربعة عشر قرناً...ولا يضير "الجندي الأردني المجهول"، إن دُفن على عجل، وبعد مضي عشرين يوماً على استشهاده كما يقول الحاج أقطش، بفعل عيون الغدر المترصدة ورصاصاته التي كانت تنهال على كل من يحاول دفنه أو سحبه جثمانه المسجى على سفوح جبال النار والثوار...أرقد بسلام، ولا يضيرك أنهم "أقلقوا راحتك" في مثواك الأخير، فهذا ديدنهم: يقتلون الأحياء والأموات، وبدل المرة مرتين...أرقد بسلام، فأنت بين أهلك وعائلتك، جميع أهل بيتا وفلسطين هم أهلك، وجميع العائلات الفلسطينية وعائلة رزق الله أقطش هم عائلتك...انت تعرف ذلك جيداً، فقد كانوا جميعاً يرعونك في ضريحك الطاهر لأزيد من خمسين عاماً، كواحد من أبنائهم، لم ينقطوا عن زيارتك، ولم يتوقفوا يوماً عن قراءة الفاتحة على روحك الطاهرة.
 
"شممت تربك لا زلفى ولا ملقا"، بل هو عهد الرجال للرجال، ومبادلة الحب بالحب، الوفاء بالوفاء والتضحية بالتضحية...وما أحوجنا في زمن الانكسارات والهوان، لاسترداد صفحات مجد وبطولة...ما أحوجنا في زمن النكرات من التذكير بمن نحن، وما كنّا عليه، وما سنظله...ما أحوجنا في زمن الأصوات الناعقة، للتأكيد: لا "ضيوف" شرقي النهر ولا غربه، جميعنا أهل بيت واحد و"أصحاب محل"، نقتسم الشهادة، كما نقستم كسرة الخبز وشربة الماء...نرضع مشاعر الأخوة والكبرياء مع حليب أمهاتنا...ونؤمن قولاً واحداً: بأن ما مضى وانقضى، ليس سوى فصل في ملحمة لن تنتهي قبل أن تبزغ شمس الحرية والكرامة، شمسٌ واحدة تشرق من أعماق البادية وتغرب في أفق المتوسط البعيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرقد بسلامفلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح أرقد بسلامفلا يضير الشاه سلخها بعد الذبح



GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب ورئاسته - ٢

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات عن الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أبيات من شعر العرب اخترتها للقارئ

GMT 16:36 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!

GMT 16:31 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إثيوبيا وسؤال السيناريو الليبي!

GMT 21:44 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الأسد

GMT 17:57 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 09:17 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 20:40 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 15:40 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

دراسة: النساء أكثر ذكاءًا من الرجال

GMT 02:31 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فراس سعيد يبدأ تصوير دوره في مسلسل "كأنه امبارح"

GMT 07:56 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"أوفيليا" إعصار رهيب يقترب من بريطانيا

GMT 20:17 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"يلّايلّا" مطاعم لبنانية مميزة تشتهر في العالم الغربي

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

أهم المعلومات و الاماكن السياحية في جزر فيجي 2020

GMT 09:34 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هاشتاغ «الشعراوي فوق أبو النجا» يتصدر تويتر

GMT 23:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصابيح الـ LED تعكس هوية سيارة هيونداي ازيرا 2021

GMT 04:42 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الفروسية يشارك في مهرجان مسقط بثلاث مسابقات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates